تنفيــذا لمضاميــن الخطــب الملكيــة الســامية، التــي تحـث علـى أهميـة “تعزيـز مكانـة المغـرب والدفـاع عـن مصالحه العليا، لاسـيما في ظرفية مشـحونة بالعديد من التحديات والمخاطر والتهديدات”، عملت الحكومة علــى الارتقــاء بيقظــة وفاعليــة الجهــاز الدبلوماســي للدفــاع عــن القضيــة الوطنيــة، والتــي تبقــى علــى رأس أولويات الدبلوماسية المغربية. كما واصلت الحكومة جهودهــا للحفــاظ عــن المصالــح الحيويــة للمغــرب، وتعزيــز موقعــه كبلـد مســؤول وذي مصداقيــة، وفــق النهج الذي رسـمه له صاحب الجلالة نصره الله.
ورغم التحديــات الدوليــة والصعوبــات الإقليميــة والجهويــة، واصـل المغـرب التشـبث بالتزاماتـه مـن خـلال العمـل المشــترك والتشــاور المســتمر مــع كافــة الشــركاء، وتكريـس قيـم التضامـن والتعـاون، والتمسـك بالحـل الســلمي للنزاعــات، واحتــرام ســيادة الــدول ووحدتهــا الترابيــة واســتقلالها السياســي.
الدبلوماســية المغربية على المستوى الثنائي
وحرصـا علـى تنزيـل الرؤيـة المتبصـرة لصاحـب الجلالة نصـره الله، الهادفـة إلـى تنويع الشـراكات التـي ينهجها المغــرب، والتــي تأخــذ بعيــن الاعتبــار التحــولات التــي يعرفهـا العالـم، وتعكس مكانـة بلادنا كشـريك محترم ومطلـوب بفضـل نموذجـه السياسـي والتنمـوي ودوره كفاعـل رئيسـي فـي ترسـيخ الأمن والاستقرار، حرصـت الحكومــة علــى مواكبــة وتجســيد الانخــراط الشــخصي والفاعـل لصاحـب الجلالة، نصـره الله.
ففــي القــارة الإفريقية، عملــت الحكومــة علــى تكثيــف اللقــاءات والزيــارات، وعقــد اللجــان المشــتركة، وفتــح التمثيليـات الديبلوماسـية، وتعزيـز التعـاون فـي مجالات التعليــم والتكويــن، والتعــاون التقنــي، وبرامــج بنــاء وتقويـة القـدرات، واسـتضافة اجتماعـات إقليميـة ودولية تخــص القــارة.
وفــي هــذا الســياق، تــم تكثيــف اللقــاءات والزيــارات مــع وزراء خارجيــة ومســؤولين أفارقــة، وعقــد لجان مشـتركة مـع جزر القمـر، وبوركينا فاسـو، وسـيراليون، غينيــا، والــرأس األخضــر، وأنغــوالا. كمــا تــم فتــح ســفارتين للمغــرب فــي جمهوريــة التوغــو وجمهوريــة المــالاوي، وتعييـن قائميـن بالأعمـال في هاتيـن الدولتيـن، بالإضافة إلــى فتــح ســفارات لــكل مــن كينيــا ومــلاوي وأوغنــدا بالربــاط. وفيمــا يتعلــق بالتعــاون فــي مجــال التعليــم والتكويــن، اســتقبلت المملكــة المغربيــة عبــر الوكالــة المغربيـة للتعـاون الدولـي، 32.830 مـن الطـلاب الأجانب وخصوصــا مــن الــدول الإفريقيــة، مــا يعكــس التزامهــا بدعـم التعليـم فـي القـارة. بالإضافـة إلـى ذلـك، تـم تنظيـم 68 مهمـة تقنية و59 برنامجـا لتعزيز القـدرات، في مختلف المجـالات، واسـتضافة اجتماعـات إقليميـة ودوليـة هامـة، مثل اجتماع الدورة العادية 21 للمجلس التنفيذي لاجتماع دول الســاحل والصحــراء (SAD-CEN)، والمؤتمــر الــوزاري للــدول الإفريقيــة الأطلســية، وأشــغال الــدورة 14 لقمــة الأعمـال الإفريقيـة الأمريكية.
وتعبيــرا عــن مســاعيها مــن أجــل النهــوض بالســلام والاســتقرار بالشــرق الأوســط، اســتمرت الديبلوماســية المغربيــة، تحــت القيــادة الحكيمــة والمتبصــرة لجلالة الملك محمد السـادس، نصره الله، راسـخة على موقفها بخصــوص عدالــة القضيــة الفلســطينية، والحقــوق المشــروعة للشــعب الفلســطيني فــي إقامــة دولتــه المســتقلة، وعاصمتهــا القــدس الشــرقية، بمــا يضمــن الأمــن والإســتقرار لجميــع شــعوب المنطقــة، كمــا تبقــى بقيــادة جلالته رئيــس لجنــة القــدس وراعــي وكالــة بيــت مـال القـدس الشـريف، الـذراع التنفيـذي للجنة، مسـتعدة للمسـاهمة فـي كل جهـد أو مبـادرة مـن أجـل نصـرة هـذه القضيــة، التــي تعــد مــن أولويــات عمــل الدبلوماســية المغربيــة.
وقــد عرفــت ســنتا 2022 و2023 العديــد مــن اللقــاءات والمباحثــات الثنائيــة والزيــارات والاتصالات، الراميــة لدعــم ومناصــرة القضيــة الفلســطينية، والتــي ناهــزت فــي مجموعهــا 112 نشــاطا دوليــا.
كمـا عرفـت ذات الفتـرة، عقـد أربـع لجـان مشـتركة مـع أربـع دول خليجيــة، وهــي الســعودية، وقطــر، وســلطنة عمــان، والبحريــن. واكتســت العلاقــات المغربيــة الأوروبية توجها متجــددا اسـتلزم تكثيـف المشـاورات السياسـية الثنائيـة، وتفعيـل جميــع آليــات التعــاون، بهــدف رفــع منســوب الثقــة بيــن المغــرب ومجمــوع الــدول الأوروبية.
وفــي هــذا الإطار، شــهدت العلاقــات مــع إســبانيا تحولا كبيــرا فــي موقفهــا مـن ملـف الصحـراء المغربيـة ومبـادرة الحكـم الذاتـي، فـي سـياق النجـاح الكبيـر الـذي حققـه المغـرب فـي هـذا الملـف.
كما شـهدت العلاقات مع فرنسـا تقاربا وانفراجا باعتبارها دولة محورية فـي الاتحاد الأوروبي نظـرا لقدرتها على التأثير في ملـف الحكـم الذاتي لحـل النـزاع المفتعل فـي الصحراء. وعرفـت العلاقـات مـع المملكـة المتحـدة تطـورا ملحوظـا بعـد خـروج بريطانيا مـن الاتحـاد الأوروبي، وتـم الحفاظ على عالقـات جيـدة مـع روسـيا، بعيـدا عـن تبعـات حـرب أوكرانيا. كما عبرت أوكرانيا عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي، وتكللت العلاقــات الاســتراتيجية مــع البرتغــال بتوقيــع اتفاقيــات جديدة، وشـهدت العلاقات مـع إيطاليا تجديدا للتعاون في إطار القمة الإيطالية-الإفريقية، كما استأنفت المشاورات السياسـية مـع ألمانيـا، مـع تأييدهـا لمقتـرح الحكـم الذاتـي، وتعـززت أواصـر التعـاون الثنائـي مـع الأراضـي المنخفضـة، بعــد دعمهــا لمخطــط الحكــم الذاتــي.
وشــهدت العلاقــات مــع بلجيــكا دفعــة قويــة، بعــد الدعــم البلجيكــي لمخطــط الحكـم الذاتـي، فيمـا تـم توطيـد التعـاون الثنائـي مـع تركيـا، بعـد موقفهـا الداعـم للوحـدة الترابيـة للمملكـة.
وفــي ســياق الانفتــاح علــى شــركاء جــدد، تــم تفعيــل آليــات التشـاور السياسـي مـع دول شـمال أوروبـا، وتعزيـز تبـادل الزيــارات مــع النمســا، والانفتــاح علــى دول فيشــغراد مــع دعـم هنغاريـا وبولنـدا وجمهوريـة التشـيك لمقتـرح الحكـم الذاتــي، وشــهدت العالقــات مــع رومانيــا ومالطــا وبلغاريــا واليونـان وقبـرص تعزيـزا، بالإضافـة إلـى تكثيـف الاتصالات مــع دول البلقــان.
وفـي إطـار العلاقـات بيـن المغـرب وبلـدان شـمال أمريـكا، شهدت الشراكة الاستراتيجية تطورا مستداما منذ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسـيادة المغـرب على صحرائه فـي دجنبـر2020 مما يعكس عمـق التحالف بيـن البلدين شـهدت الشـراكة الاسـتراتيجية مع الولايات المتحــدة الأمريكية تطــورا مســتداما منــذ اعترافهــا بســيادة المغــرب علــى صحرائــه فـي دجنبـر 2020 ومتانــة التعــاون المتجــدد بينهمــا.
وخـلال ســنتي 2022 و2023 تــم تعزيــز التعــاون فــي المجــالات السياســية والاقتصاديــة والتجاريــة والثقافيــة والعســكرية، مــع إجـراء العديـد مـن اللقـاءات والمباحثـات بيـن المسـؤولين الأمريكييــن والمغاربــة. وفــي إطــار هــذه الشــراكة الاسـتراتيجية، قامـت نائبـة وزيـر الخارجيـة الأمريكـي بزيارة رســمية إلــى المغــرب فــي مــارس 2022 حيــث ترأســت جلســة للحــوار الاســتراتيجي المغربــي الأمريكي، وفــي مارس 2023 زار وزير الخارجية المغربي واشـنطن والتقى بنظيــره الأمريكــي لبحــث تعزيــز الشــراكة الاســتراتيجية والقضايـا ذات الاهتمـام المشـترك.
كمـا تـم عقـد جلسـة جديـدة لمجموعـة العمـل الإفريقية بواشـنطن في مطلع نونبــر 2023 بحضــور وفــد مغربــي، بهــدف تعزيــز التعــاون الثلاثي عبــر القــارة الإفريقيــة. كمــا شــهدت هــذه الفتــرة تبــادل زيــارات عــدة، بمــا فــي ذلــك زيــارة كاتــب الدولــة الأمريكــي للمغــرب فــي مــارس 2022 وزيــارة وفــود مــن مجلـس الشـيوخ الأمريكي ولقـاءات مع كبار المسـؤولين الأمريكيين، إلى جانب زيارة السيدة الأولى لمدينة مراكش فـي يونيـو 2023 ممـا يعكـس قـوة الروابـط بيـن البلديـن وعمـق التعـاون المشـترك.
كمـا اسـتقبلت الحكومـة فـي أبريــل 2024 وفــدا مــن الكونغــرس الأمريكــي، فــي إطــار زيـارة عمـل للمملكة، مـن أجل تعزيـز التنسـيق الوثيق بين البلديـن بشـأن مجموعة مـن القضايا الإقليميـة والدولية. وتواصلــت وتيــرة العلاقــات الثنائيــة مــع دول أمريــكا الوســطى والجنوبيــة علــى نحــو جيــد خــلال ســنتي 2022 و2023 وعرفــت تطــورا إيجابيــا مهمــا مــن خــلال إغنــاء الأجنــدات الثنائيــة، علــى مســتوى الاتصالات واللقــاءات المختلفـة. ففـي ظـل تنامـي اليسـار الراديكالـي بالمنطقة، والــذي عــادة مــا يمنــح مجــالا خصبــا للمنــاورات العدائيــة ضــدا للوحــدة الترابيــة لبلادنا، قامــت الدبلوماســية المغربيــة بتعبئــة طاقاتهــا مــن أجــل تحصيــن المكتسبات وفتح آفاق جديدة، وهو مـا أفضـى إلـى إعـلان البيـرو عـن قرار ســحب الاعتــراف بالكيــان الوهمــي وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية معـه.
كمـا جـددت عـدة دول دعمهـا الصريح لمغربية الصحراء على غرار جمهوريـة غواتيمالا، وكـذا جمهورية الدومينيـكان التي أعربـت عن دعمها “المطلــق” لمغربيــة الصحــراء وعــن نيتهـا دراسـة تدشـين مركـز قنصلـي بأقاليمنا الجنوبية، على غرار غواتيمالا التي قامت بافتتاح قنصليـة عامـة بمدينـة الداخلـة أواخـر سـنة 2022. كمـا زار المغــرب وفــد عــن برلمــان جمهوريــة الشــيلي ووفــد عــن البرلمــان البيروفــي، واللــذان أعربــا عــن دعمهمــا لجهــود المملكـة فـي الدفـاع عـن وحـدة أراضيهـا، وضـرورة الرقـي بالعلاقــات الثنائيــة إلــى أعلــى المســتويات. كمــا توجهــت عمـدة مقاطعـة بويبلـو ليبـري للعاصمـة البيروفيـة ليمـا، علــى هامــش الزيــارة التــي قامــت بهــا للمملكــة فــي مايــو 2023 لمدينـة العيـون حيـث تـم توقيـع اتفاقيـة توأمـة بيـن البلديتيــن.
وتشــهد العلاقــات الدبلوماســية بيــن المغــرب ودول الكاريبــي ديناميــة إيجابيــة، حيــث واصلــت بلادنــا، خــلال الســنتين المنصرمتيــن، توطيــد علاقـات الصداقــة والتضامن والتعاون مع دول هذه المنطقة، من موقعها كشريك استراتيجي لها وفي إطار التعاون جنوب – جنوب.
وهكـذا، عملـت المملكـة على إبـرام وتنفيذ وتمديـد العمل بمذكــرات تفاهــم وخرائــط طريــق مــع 11 دولــة، شــملت مشــاورات سياســية وبرامــج تهــم النهــوض بالتعــاون التقنــي فــي عــدة مجـالات، بمــا فيهــا الميــدان الطلابــي والتكويـن المسـتمر، وكـذا المسـاهمة فـي إنجـاز مشـاريع التنمية السوسيو-اقتصادية.
وتمثلت مساهمات المغرب فــي هــذه البرامــج فــي دعمهــا المباشــر لهــا، إضافــة إلــى التبــرع بهبــات مــن الأســمدة دعمــا للقطــاع الفلاحــي، ومسـاهمة فـي ضمـان الأمن الغذائـي لهـذه الـدول. وقـد سـاهم التواجـد الفعـال للدبلوماسـية المغربيـة بمنطقـة الكاريبــي فــي تعزيــز المكاســب الســابقة وتحقيــق أخــرى جديـدة، خاصة مـا يتعلق بدعـم مغربية الصحـراء والوحدة الترابيــة للمملكــة ومقتــرح الحكــم الذاتــي.
وحقــق المغــرب إنجــازات مهمــة علــى مســتوى القــارة الآســيوية والمحيــط الهــادئ مــن خــال تعزيــز العلاقــات الدبلوماسية والثنائية مع دول المنطقة، وتعزيز التعاون جنوب-جنــوب، ودعــم المقتــرح المغربــي للحكــم الذاتــي فــي الصحــراء، وتعزيــز حضــور المغــرب فــي المنتديــات والمنظمــات الجهويــة الآســيوية. وقــد تضمنــت هــذه الإنجــازات تســجيل خمســة مواقــف داعمــة للمقتــرح المغربــي للحكــم الذاتــي مــن قبــل عــدة دول، وزيــارات وتبــادلات واســعة النطــاق بيــن الــوزراء والمســؤولين الحكومييـن، بالإضافة إلـى تنظيم العديد مـن الاجتماعات والمنتديــات الاقتصاديــة والثقافيــة. وتعكــس هــذه الديناميــة حــرص المغــرب علــى تعزيــز علاقاتــه وتوســيع تأثيـره فـي المنطقة، وتؤكـد على دوره الفاعل في السـاحة الدوليـة وحرصـه علـى المسـاهمة فـي التصـدي للتحديـات العالميــة.
وفــي إطــار انفتــاح المغــرب المســتمر علــى آفــاق تعــاون جديـدة وتعزيـز العلاقات القائمـة مع شـركائنا التقليديين، حققــت الدبلوماســية المغربيــة إنجــازات ملموســة فــي مجــال الاتفاقيــات، حيــث وقعــت واعتمــدت 409 اتفاقيــة تغطــي مجموعــة واســعة مــن المجــالات السياســية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وتشمل هذه الإنجازات التوقيــع علــى 383 اتفاقيــة ثنائيــة و26 اتفاقيــة متعــددة الأطـراف، بالإضافـة إلـى عـرض والمصادقـة علـى عـدد من الآليـات القانونيـة. وتظهـر هـذه الإنجـازات التـزام المغرب بتعزيـز شـراكاته الدولية ودعـم التعاون الدولـي، إلى جانب حمايــة مصالــح المملكــة فــي الخــارج، وتعزيــز التنميــة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. كما تؤكد على المكانة المتميـزة للمغـرب على السـاحة الدوليـة والتزامـه بمبادئ التعـاون الدولـي واحتـرام القانـون الدولـي.
الدبلوماســية المغربية على المستوى متعدد الأطراف
يعــد المغــرب مــن الــدول الرائــدة فــي تعزيــز الســلام والأمن والحكــم الرشــيد فــي إفريقيــا، والداعمــة للاســتقرار وللســلام الدائــم فــي مختلــف أنحــاء القــارة الإفريقيــة، بالإضافــة إلــى تعزيــز وتقويــة المؤسســات الديمقراطيــة، حيــث شــارك بفعاليــة فــي قمــم الاتحــاد الإفريقــي ومجلــس الســلم والأمن، ودافــع عــن القــرار رقــم 693 الخــاص بالنــزاع الإقليمــي حــول الصحــراء المغربيــة. كمــا عمــل علــى تنظيــم مؤتمــر طنجــة حــول السـلام والأمن والتنميـة فـي إفريقيـا، وتقديـم تمويـل مســتمر لصنــدوق الســلام التابــع للاتحاد الإفريقي.
وســعى المغــرب فــي مجــال التعــاون السياســي إلــى تقديــم مســاهمات قيمــة، حيــث عمــل علــى تنظيــم دورات تكوينيـة لملاحظـي الانتخابـات التابعيـن للاتحـاد الإفريقــي، ودعــم الجهــود المبذولــة لتعزيــز الاســتقرار والســلام، والمشــاركة فــي العديــد مــن الاجتماعــات ذات الصلــة بالحكــم والديمقراطيــة. كمــا أجــرى حــوارا سياسيا على أعلى مستوى مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والمفوضيـن والمسئولين السـامين، ووقـع مذكـرات تفاهـم بيـن المؤسسـة التشـريعية للمملكـة والمؤسســة البرلمانيــة الإفريقيــة.
وفــي مجــال المشــاركة فــي الهيئــات، انتخــب المغــرب رئيسـا للجمعيـة العامـة الدائمـة للمجلـس الاقتصادي والاجتماعــي والثقافــي للاتحاد الإفريقــي، وحصــل علــى العضويـة في المجموعة الاستشـارية لـوزراء الخارجية حـول الإصـلاح المؤسسـاتي للاتحـاد الإفريقي مـا مكن من تعزيـز مكانة المغرب في الاتحـاد الإفريقي وضمان تمثيليـة لصوتـه وتصـوره داخـل الاتحـاد.
أمـا في إطار جامعة الدول العربية، فقد شـهدت سـنتا 2022 و2023 نشـاطا دبلوماسـيا مكثفـا للمغـرب، تميـز بعقد العديد من الاجتماعات على مختلف المستويات، بمـا فـي ذلـك قممـا عربيـة عاديـة واسـتثنائية. وتـرأس المغـرب الـدورة 160 لمجلـس الجامعة على المسـتوى الــوزاري، بالإضافــة إلــى اجتماعــات طارئــة لبحــث التطورات في غزة، وسوريا والسودان، واحتضن الدورة السادسـة لمنتـدى التعـاون العربـي الروسـي.
أمــا فيمــا يتعلــق بمنظمــة التعــاون الإسلامي، فقــد واصـل المغـرب تعاونـه معهـا مـن خـلال مشـاركته فـي العديـد مـن الاجتماعـات والفعاليـات، وأبرزهـا الـدورات السـنوية والاسـتثنائية، بالإضافة إلى اللقـاءات الثنائية مـع الأمين العـام.
كمــا أكــد بيــان لمجلــس دول التعــاون الخليجــي أهميــة الشــراكة الاســتراتيجية مــع المغــرب وتنفيــذ خطــة العمـل المشـترك، وكـذا علـى دعـم المجلـس لمغربيـة الصحــراء والحفــاظ علــى أمــن واســتقرار المملكــة المغربيــة.
وشهدت العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي خلال الســنتين 2022 و2023 ديناميــة قويــة تميــزت بتعــاون متعــدد الأوجه علــى مختلــف الأصعــدة.
فعلــى صعيــد الحــوار السياســي، تميــزت العلاقــات بتبــادل الزيــارات بيــن مســؤولين ســامين مــن الطرفيــن، بالإضافــة إلــى إطــلاق مشــاورات لإرســاء إطــار سياســي مشــترك للتعـاون الثنائـي. أمـا علـى المسـتوى الاقتصـادي، فقـد تم اسـتكمال تفعيل الخطة الاقتصادية والاستثمارية للأجندة الجديدة للبحر الأبيض المتوسط، واستقطاب 8.4 مليـار يـورو مـن الاسـتثمارات العموميـة والخاصة، كمــا تــم اعتمــاد خارطــة الطريــق 2024-2023 للشــراكة الخضراء، وتعبئة 165 مليون يورو لدعم الاستراتيجيتين الوطنيتيــن الجيــل الأخضــر والطاقــة الخضــراء.
وفيمــا يتعلق بالمجال التجاري، فقد تم تفعيل آليات الشراكة المتخصصـة لإزالة الحواجـز التجاريـة، ومواكبـة انخراط المغــرب فــي الاتفاقيــة الإقليميــة الأورو متوســطية. كمـا تم الالتزام بمسـاهمة بقيمة 225 مليـون يورو من المفوضيـة الأوروبيـة ومليـار يـورو مـن بنـك الاسـتثمار الأوروبــي فــي ميزانيــة إعــادة بنــاء وتأهيــل المناطــق المتضـررة مـن آثـار زلـزال الحـوز. وتمـت أيضـا مواصلـة تفعيل الشـراكة المتجددة في شـؤون الهجـرة القائمة منـذ يوليـوز 2022 مع إطـلاق شـراكة المواهـب لتطوير الهجـرة القانونيـة بيـن المغـرب والاتحـاد الأوروبـي.
هـذا وقـد تـم تعزيـز التعـاون الأمنـي مـن خـال الرئاسـة المشــتركة للمنتــدى العالمــي لمكافحــة الإرهــاب، والتعــاون مــع الــوكالات الأوروبية المتخصصــة، واحتضان المغرب للبرنامج الإقليمي JUST CT لمكافحة الإرهـاب. كمـا تـم إطلاق المباحثـات القطاعيـة لتطويـر التعـاون الثلاثي فـي مجـال المـاء، وتعميـق الحـوار مـن أجـل تسـهيل المشـاركة المغربيـة فـي بعـض البرامـج الأوروبية وتـم كذلـك تفعيـل وضـع “الشـريك مـن أجل الديمقراطيـة” البرلمانيـة والمحليـة، والتصـدي لبعـض المنـاورات التـي تعرضـت لهـا هـذه الشـراكة مـن طـرف خصــوم وحدتنــا الترابيــة، بالإضافــة إلــى منــح جائــزة مركــز الشــمال والجنــوب لرئيســة المجلــس الوطنــي لحقــوق الإنسان، تقديــرا لعملهــا فــي مجــال “حقــوق الإنســان والمســاواة بيــن الجنســين ومنــع التعذيــب علــى المســتوى الوطنــي والإفريقي”.
وواصلـت الحكومـة تعزيـز علاقـات التعـاون والشـراكة مــع وكالات الأمم المتحــدة للتنميــة فــي مختلــف المجالات، بما في ذلك التنمية المستدامة، والاقتصاد، والتجــارة، والملكيــة الفكريــة، وإعــادة الإعمــار بعــد الكـوارث. وقـد تجلـى ذلـك مـن خـال التوقيـع علـى إطـار الأمم المتحـدة للتعـاون مـن أجـل التنميـة المسـتدامة للفتــرة 2027-2023 واعتمــاد برامــج جديــدة للتعــاون مـع منظمة الأغذيـة والزراعـة، وبرنامـج الأمم المتحدة الإنمائي، ووكالــة الأمم المتحــدة للطفولــة، وبرنامــج الأمم المتحـدة للمسـتوطنات البشـرية. كمـا تـم أيضـا تنســيق تعبئــة 238 مشــروع تعــاون بيــن الــوكالات الأممية والقطاعات الوزارية ومؤسسات وطنية أخرى، بالإضافــة إلــى التوقيــع مــع منظمــة الملكيــة الفكريــة علـى خطـاب نوايـا للتعاون فـي مجـال الملكيـة الفكرية. كمـا تعبأت الجهـات الدوليـة لدعم جهود إعـادة الإعمار بالمناطــق المتضــررة بعــد زلــزال الحــوز.
وقد عزز المغرب تواجده في المنظمات الدولية بشكل ملحـوظ مـن خـال نيـل مناصـب قياديـة، والعضوية في مجالــس إدارة العديــد مــن المنظمــات، وذلــك تتويجــا للجهــود الدبلوماســية الدءوبة التــي يبذلهــا المغــرب لتعزيــز دوره الفاعــل فــي مســارات التعــاون المتعــدد الأطراف، وحضــوره الرائــد ومشــاركته الفاعلــة فــي مختلف الاستحقاقات الدولية.
وتشمل أبرز الإنجازات فـي هـذا المجـال رئاسـة المغـرب لمجموعـة الـ 77 زائـد الصيــن فــرع فيينــا برســم ســنة 2022 وانتخابــه نائبــا لرئيــس الــدورة 78 للجمعيــة العامــة لأمــم المتحــدة، ولرئاســة اللجنــة الحكوميــة الدوليـة لكبــار المسئولين والخبراء في شـمال إفريقيا، والاجتماع المشـترك بين شـمال إفريقيـا وإفريقيـا الغربيـة، ومجموعـة أصدقـاء الدول ذات الدخل المتوسط، ورئاسة مجموعة أصدقاء المراجعــات الطوعيــة الوطنيــة بشــأن تنفيــذ أهــداف التنميــة المســتدامة.
وفــي مجــال الهجــرة، يعتبــر المغــرب رائــدا فــي تنفيــذ الميثــاق العالمــي للهجــرة، ونظــم فــي هــذا الصــدد الاجتماع الــوزاري للبلــدان الرائــدة فــي تنفيــذ اتفاقيــة مراكش، وترأس مبادرة البلدان البطلة في شبكة الأمم المتحدة للهجرة، ونظم العديد من اللقاءات والورشات الإقليمية لتبــادل الخبــرة علــى المســتوى الوطنــي.
وفيما يخـص مكافحـة الإرهاب والتطرف ونزع السـلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية، ترأست المملكة لثالث فتــرات متتاليــة المنتــدى العالمــي لمكافحــة الإرهاب، واســتضافت اجتمــاع وزراء التحالــف الدولــي لهزيمــة تنظيــم “داعــش”، وعملــت علــى تطويــر مقاربــة فعالــة لمكافحــة المخــدرات والجريمــة.
أمـا في مجال التغيرات المناخية والتنمية المسـتدامة، تعرف المملكة بالسياسـات الوطنيـة المتخذة في هذا المجـال وتشـارك بفعاليـة فـي دورات مؤتمـر الأطـراف حـول التغيـرات المناخيـة، وتظهر هذه الإنجازات الدور الفاعل للمغــرب فــي الســاحة الدوليــة وحرصــه علــى المسـاهمة فـي حـل التحديـات العالميـة.