ⴰⵏⵙⴰ ⵏ ⵜⵏⴱⴰⴹⵜ ⵜⴰⵎⵖⵔⵉⴱⵉⵜ

الأقاليم الجنوبية للمملكة.. تحول متقدم ومكاسب دبلوماسية نوعية

اشـتغلت الحكومة منذ تنصيبها، تحت القيـادة المتبصرة لجلالة الملك نصره الله، فـي سـياق اتَّسم بتحولات نوعية، أسفرت عـن منجزات ملموسة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سواء فيما يتعلق بتعزيـز الدبلوماسـية الخارجيـة، أو فيما يرتبـط بإرسـاء جيل جديد من الشـراكات المنتجـة، إضافـة إلـى مواصلـة تكريـس المسـار الحقوقـي لبلادنا.

وفي إطار هذه الدينامية، حققت الدبلوماسية المغربية عـدة مكاسـب فـي قضيـة الصحـراء المغربيـة، وهـو ما يعكسـه توالــي الاعترافات الدولية، وتواصل افتتاح قنصليات مجموعة من الدول الصديقة والشقيقة بالأقاليـم الجنوبية للمملكـة، كتتويـج لوجاهـة المقاربـة الملكيـة فـي تدبيـر هـذا النـزاع المفتعـل.

كمــا واصلـت بلادنــا تعزيـز إشــعاعها إقليميــا ودوليــا، وذلــك مــن خــلال احتضــان والمشــاركة فــي العديــد مــن التظاهـرات، علـى غـرار اسـتضافة الاجتماعات السـنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش فــي أكتوبــر 2023، وتنظيــم مجموعــة مــن التظاهــرات الرياضيـة القاريـة والدوليـة، دون إغفال الإنجـاز التاريخي للمنتخــب الوطنــي المغربــي لكــرة القــدم فــي مونديــال قطــر، الــذي ســاهم فــي تعزيــز إشــعاع المملكة دوليــا، وشـكل حملـة تواصليـة متميـزة لفائـدة بلادنا.

وعلــى المســتوى الاقتصــادي، انخرطــت بلادنا، تحــت القيــادة الرشــيدة لجلالة الملــك، فــي جيــل جديــد مــن الشــراكات مــع عــدد مــن الــدول الصديقــة والشــقيقة، شــكَّل أهمهــا تقــدم بلادنا بترشــيح مشــترك لتنظيــم كأس العــالم 2030 مــع كل مــن إســبانيا والبرتغــال، والــذي يعــد فرصــة جديــدة لتعزيــز التعــاون والشــراكة مــع البلديــن علــى الأصعــدة الرياضيــة والاقتصاديــة والحضاريـة.

كمـا شـكل إبـرام اتفاقيـات تفاهـم وإعـلان “شـراكة مبتكـرة ومتجـددة وراسـخة” لبلادنا مـع دولـة الإمــارات العربيــة المتحــدة مناســبة لتطويــر مختلــف مجـالات التعـاون الإقتصاديـة والتجاريـة والاسـتثمارية. لتتُوّج هذه الدينامية بإعـلان جلالة الملك، نصره الله، عــن مبــادرة دوليــة لتســهيل ولــوج دول الســاحل إلــى المحيــط الأطلســي، والتــي مــن شــأنها المســاهمة فــي تكريــس البعــد الإفريقــي للمملكــة.

مــن جهــة أخــرى، نجحــت بلادنــا خـلال هــذه الفتــرة فــي الفــوز برئاســة مجلــس حقــوق الإنسان التابــع للأمم المتحــدة، وهــو مــا يعتبــر انتصــارا بأبعــاد سياســية وإقليميــة ودوليــة، ســاهم بــدوره فــي تعزيــز الإشــعاع الدولــي للمملكــة، وفــي تكريــس المكانــة الهامــة التــي تحتلهـا علـى الصعيد الدولـي، في تعبيـر حقيقي وصريح من المنتظم الدولي عن الثقة والمصداقية التي يحظى بهــا المغــرب علــى المســتوى الدولــي.

وفــي نفــس الســياق الحقوقــي، شــكل إقــرار جلالة الملــك، نصــره الله، ترســيم رأس الســنة الأمازيغيــة عطلة وطنية رسـمية مؤدى عنها، لحظـة تاريخية تعزز المكتسـبات الهامـة التـي حققتهـا القضيـة الأمازيغية، فــي عهــد جلالته، نصــره الله وأيـده.

 الوحدة الترابية.. رافعة العمل الدبلوماسي المغربي

تشــكل قضيــة الوحــدة الترابيــة الرافعــة الأساسية لعمــل الدبلوماســية المغربيــة، تماشــيا مــع الرؤيــة المتبصــرة لصاحــب الجلالة الملــك محمــد الســادس، نصـره الله، وقيادتـه الحكيمـة، للدفـاع عن عدالـة قضية الصحـراء المغربيـة، وللتعريـف بالتقـدم الـذي تشـهده الأقاليــم الجنوبيــة للمملكــة، علــى جميــع المناحــي ومختلــف الأصعــدة.

وفــي هــذا الصــدد، عملــت الحكومــة خــلال ســنتي 2022 و2023 على تكثيف الأنشطة ومواصلة الجهود وتعبئة الإمكانــات وتســخير الرأســمال البشــري، للمســاهمة فـي تقويـة موقـف المملكـة المغربيـة ووجاهـة رؤيتهـا، وحشـد مزيـد مـن الدعـم الدولـي لوحدتهـا الترابيـة.

وقـد توجت هـذه الجهود بتقوية الدعـم الدولي للمبادرة المغربيـة للحكـم الذاتـي، ليصـل العـدد الإجمالـي للدول الداعمة إلى 107 دولة، مع إبداء الدعم الصريح لمبادرة الحكـم الذاتـي لأول مـرة مـن لـدن 23 دولـة، إضافـة إلـى انضمــام جمهوريــة بنمــا، مؤخــرا، إلــى قائمــة الــدول الداعمـة لمبـادرة الحكـم الذاتـي.

وتواصلــت ديناميــة افتتــاح القنصليــات العامــة بوتيــرة تصاعديــة، حيــث افتتحــت 7 دول قنصلياتهــا العامــة بالأقاليم الجنوبية، فيما أعلنت 5 دول أخرى عن نواياها افتتـاح قنصليـات فـي الأقاليـم الجنوبيـة، كمـا شـهدت مدينــة الداخلــة تنظيــم العديــد مــن الاجتماعــات للجــان المشـتركة مـع عـدة دول إفريقيـة.

وتعــزز الاعتراف الدولــي بمغربيــة الصحــراء بقــراري مجلــس الأمــن الدولــي رقــم 2654 ورقــم 2703 اللذيــن أكـدا علـى أن مبـادرة الحكـم الذاتـي تبقـى “الحـل الجـدي وذا مصداقية” للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، كمـا كرس قـرار مجلـس الأمن مسـؤولية الجزائـر طرفا رئيســيا فــي نــزاع الصحــراء المفتعــل، موجهــا دعوتــه إلى اسـتمرار عقـد الموائـد المسـتديرة باعتبارها الإطار الوحيد للمسلسـل السياسـي، مؤكدا في ذات السـياق علـى ضـرورة التوصل إلـى حل سياسـي، واقعـي وعملي ودائـم، قائم علـى التوافق، كمـا جددت الجمعيـة العامة للأمم المتحــدة دعمهــا للعمليــة السياســية تحــت إشـراف الأمم المتحـدة.

مـن جهـة ثانيـة، تعـززت مشـاركة منتخبـي وممثلـي سـاكنة الأقاليم الجنوبيــة، عبــر توجيــه دعــوة رســمية لمنتخبيــن مـن جهتـي العيـون السـاقية الحمـراء والداخلـة واد الذهـب للمشـاركة في أشـغال المؤتمر الإقليمي للجنـة 24 التابعة للأمـم المتحـدة، فـي تكريـس واضـح لمشـاركة المنتخبيـن فــي المسلســل السياســي للقضيــة الوطنيــة.

كما جددت حركة عدم الانحياز التأكيد على دعم المسلسـل السياســي تحــت مظلــة الأمم المتحــدة بهــدف الوصــول إلـى حـل سياسـي يحظـى بقبـول جميـع الأطراف المعنيـة، مشــيدة بالالتــزام الــذي أظهرتــه الأطــراف المعنيــة فــي اسـتمرارها تبنـي الإرادة السياسـية والعمـل ضمـن أجـواء مناســبة للحــوار. كمــا وجهــت الدعــوة إلــى بــدء جــولات مفاوضات أكثـر فاعلية، وذلك تماشـيا مع قـرارات مجلس الأمن ذات الصلــة.

وفـي إطـار مسـار تعزيـز مكانـة وتأثيـر المغـرب فـي الهيئات الدوليــة، شــهدت هــذه المرحلــة تقديــم ودعــم الترشــيحات المغربيــة لشــغل المناصــب الشــاغرة فــي المنظمــات الدوليــة، وبلــوغ نســبة 100% فــي الظفــر بهــذه المناصــب، أي مـا يعـادل 98 ترشـيحا مغربيـا، فضـلا عـن فـوز المغـرب برئاســة مجلــس حقــوق الإنســان.

وبالمـوازاة لذلـك، أطلقـت بلادنا تحـت قيـادة جلالة الملـك نصــره الله، ديناميــة تنمويــة فاعلــة لتعبئــة الاستثمارات بالأقاليـم الجنوبيـة، حيـث تـم الشـروع فـي إنجـاز العديـد من المشـاريع التنمويـة المهيكلـة، أبرزهـا مشـروع بنـاء مينـاء الداخلـة الذي يسـعى لاسـتثمار الموقـع الجغرافـي المتميز للأقاليم الجنوبيــة كبوابــة متجــددة للقــارة الأفريقيــة.

كمــا تتـم مواصلـة إنجـاز مشـروع أنبـوب الغـاز نيجيريـا ـ المغـرب الــذي يعكــس الرؤيــة الملكيــة لتنميــة شــاملة ومتكاملــة، تشـترك فيهـا الـدول الإفريقيـة الثلاثـة عشـرة، التـي سـيمر منها، قبل أن يصل إلى إسبانيا وعبرها إلى أسواق أوروبية أخــرى، وهــو مــا ســيضع الأقاليــم الجنوبيــة فــي صلــب هــذا المشـروع الاسـتراتيجي الهيكلـي.

أخبار ذات صلة