موقع الحكومة المغربية

مجهودات حكومية لتطوير تنافسية علامة “صنع بالمغرب” وترسيخ تطور الصناعة المغربية وتعزيز مكانتها

بفضــل التوجيهــات الرشــيدة لصاحــب الجلالــة نصــره الله، عرفـت الصناعـة المغربيـة ديناميـة غيـر مسـبوقة، إذ عــززت الاســتراتيجيات الصناعيــة المتتاليــة مكانــة المملكـة كوجهـة صناعيـة تنافسـية بامتيـاز، وأصبحـت رافعــة محوريــة للتنميــة الاقتصاديــة فــي المغــرب، ومحفـزا للاسـتثمار المنتـج وللتصديـر، ومصـدرا لتوفير فــرص الشــغل.

وشــهد القطــاع الصناعــي خــلال الســنتين الفارطتيــن انتعاشــا ملحوظــا رغــم الصدمــات المختلفــة التــي تعرضــت لهــا بلادنــا فــي الســنوات الأخيــرة، وهــو مــا يعكسـه الأداء التصديـري الملحـوظ للمهـن الصناعيـة الجديــدة، حيــث واصلــت صناعــة الســيارات زخمهــا بتحقيــق 141.8 مليــار درهــم ســنة 2023، بزيــادة قدرهــا 69% مقارنــة بســنة 2021، تليهــا صناعــة الطيــر ان (21.9 مليــار درهــم بزيــادة 38%)، وقطــاع الصناعــات الإلكترونيــة والكهربائيــة (23.9 مليــار درهــم أي بزيــادة 78 %)، وقـد سـاهم هـذا الأداء المتميـز مـن الرفـع مـن قيمــة الصــادرات الصناعيــة بنســبة 33%.

كمــا تســتمر الصناعــة فــي تأكيــد تطورهــا ومكانتهــا المتميـزة لاسـتغلال الفـرص المتاحـة فـي سـياق إعادة تشــكيل سلاســل القيــم العالميــة، حيــث قــام القطــاع منذ بداية هذه الولاية الحكومية بخلق 100.913 منصب شـغل صـافٍ.

 وبالمــوازاة مــع طموحهــا فــي تعزيــز الاندمــاج فــي سلاسل القيم العالمية، اتخذت الحكومة مجموعة من التدابيــر لضمــان الســيادة الصناعيــة وتعزيــز تنافســية علامــة “صنــع بالمغــرب”.

وقصــد تنويــع الاقتصاد الوطنــي وتعزيــز الإنتــاج المحلــي، تواصــل الحكومــة تنزيــل البرنامــج الطمــوح “صنــع بالمغــرب” الهــادف إلــى خفــض نســبة الاعتمــاد علـى الـواردات، وخلـق المزيـد مـن فـرص الشـغل القارة فـي المجـال الصناعـي. وقـد عـرف هـذا البرنامـج انبثـاق 1.726 مشروعا في مختلف جهات المملكة والتي تمثل فرصـة حقيقيـة لاسـتبدال الـواردات، باسـتثمار إجمالـي متوقـع قـدره 80.4 مليـار درهـم، يرتقـب أن يسـاهم فـي خلـق أكثـر مـن 151.787 منصـب شـغل مباشـر . و تهـم هـذه المشـاريع العديـد مـن القطاعـات الصناعيـة فـي مقدمتهـا الصناعـات الغذائيـة التـي تشـكل نسـبة 24% مــن إجمالــي المشــاريع.

وفــي ذات الســياق، ومــن أجــل تشــجيع وتعزيــز ودعــم مشـاريع البحـث والتطويـر والابتـكار الصناعـي، أطلقـت الحكومة، بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، برنامجـا طموحـا ومتكامـلا يهـدف إلـى دعـم المقـاولات الصناعية خلال عملية البحث والتطوير ووضع النماذج الأوليـة، مع إطلاق المرحلـة التجريبية قبل بلـوغ مرحلة التصنيـع. ويهـدف هـذا البرنامـج إلـى تمويـل مـا لا يقـل عن 100 مشروع مؤهل للدعم، مقابل غلاف مالي يناهز 300 مليـون درهـم سـنويا، وذلـك خـلال الفتـرة الممتـدة ما بين سـنتي 2023 و2025.

وأفـرزت النسـخة الأولـى لعـرض المشـاريع المتعلقـة بهــذا البرنامــج انتقــاء 58 مشــروعا تــم إطلاقهــا مــن طـرف 25 مقاولة صناعيـة، و11 مقاولة صناعية ناشـئة، تهـم مجموعـة مـن القطاعـات الصناعيـة والتكنولوجيـة كالصناعـات الغذائيـة، والتكنولوجيـا الزراعيـة، وصناعـة التعديــن و الصلــب، وصناعــة النســيج، وصناعــة منســوجات الســيارات، وقطــاع الصلــب، والصناعــات الكيميائيـة، والصناعات الإلكترونيـة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعــي، وصناعــة المعــدات الطبيــة والأدويــة الحيويـة، ومعالجـة وتثميـن النفايـات، وتقنيـات المـواد والصباغــة الصناعيــة، وصناعــة الطيــران والســكك الحديديــة، والطاقــة والطاقــات المتجــددة، وصناعــة البنــاء.

وبالنظر لأهمية الرأسـمال البشري لتحقيق أي طموح صناعــي، وضــرورة ملاءمتــه مــع الحاجيــات الخاصــة للمشــاريع الصناعيــة، وتقويــة قدراتــه وكفاءاتــه، تــم توفيـر تكوين متنـوع من خلال إحـداث مصنـع بيداغوجي للإنتاج في قطاع الصناعات الغذائية على مسـتوى كل مـن مدينـة المهـن والكفـاءات بأكاديـر، ومدينـة المهـن والكفـاءات بالناظـور.

ويوفـر المصنـع البيداغوجـي تكوينـا لفائـدة 750 متدربـا ســنويا، فــي زهــاء 40 شــعبة تكوينيــة، تتماشــى مــع حاجيــات المنظومــة الاقتصاديــة الجهويــة، إلــى جانــب انطــلاق التكوينــات فــي ســلك الهندســة وســلك الإجازة/البكالوريوس بمدرسة الفنون والمهن بالرباط، مـع الاسـتمرار فـي تطبيـق جهـاز المسـاعدة المباشـرة فــي التكويــن الــذي وضعتــه الدولــة لفائــدة القطاعــات الناشــئة، وهــي صناعــة الســيارات، وترحيــل الخدمــات، وصناعة أجزاء الطائرات، والصناعة الإلكترونية، وقطاع الصناعــة فــي الطاقــات المتجــددة والنجاعــة الطاقيــة، حيـث تم تكوين منـذ بداية هذه الولايـة الحكومية حوالي 70 ألـف شـخص بتكلفة تقدر بحوالـي 103 مليون درهم.

ووعيا منها بأهمية تسريع تحقيق رهان الإنتاج الخالي مـن الكربون لتعزيز تنافسـية الإنتـاج الصناعي، أطلقت الحكومــة المشــروع الاســتراتيجي والنوعــي المتعلــق بإنجــاز خــط كهربائــي مــن فئــة الجهــد جــد العالــي بيــن جنــوب ووســط المغــرب، علــى طــول 1.400 كيلومتــر بقــدرة 3 جيــكاواط مــع مواصلــة اســتكمال الإطــار القانونـي لقطـاع الكهربـاء والطاقـات المتجـددة، وكـذا تفعيــل الاتفاقيــة المتعلقــة بتمكيــن الصناعــات مــن الولــوج لاســتعمال الطاقــات المتجــددة ذات التوتــر المتوســط بأســعار تنافســية.

أمير المؤمنين يترأس حفلا دينيا إحياء للذكرى السادسة والعشرين لوفاة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني

ترأس أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي أحمد، اليوم الأحد بضريح محمد الخامس بالرباط، حفلا دينيا إحياء للذكرى السادسة والعشرين لوفاة فقيد المغرب العظيم ، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.

وتميز هذا الحفل الديني بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وبإنشاد أمداح نبوية.

وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك، حفظه الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي أحمد، بزيارة قبر جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، حيث ترحم جلالته على روحه الطاهرة.

واختتم هذا الحفل برفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وبأن يمطر شآبيب رحمته وغفرانه على جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وينور ضريحه.

كما ابتهل الحضور إلى الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم، ويسدد خطاه ويكلل أعماله ومبادراته بالتوفيق والسداد، ويجعل النصر والتمكين حليفا له في ما يباشره ويطلقه من مبادرات وأوراش كبرى، لما فيه خير ورفاهية شعبه الوفي.

وتضرع الحضور أيضا، إلى العلي القدير، بأن يقر عين جلالة الملك بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

حضر هذا الحفل الديني رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الحكومة، ورؤساء الهيئات الدستورية، وكِبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية وممثلو البعثات الدبلوماسية الإسلامية المعتمدة بالرباط، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية.

صاحب الجلالة يدعو إلى المزيد من التعبئة واليقظة لمواصلة تعزيز موقف المملكة بخصوص قضية الصحراء المغربية

دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المزيد من التعبئة واليقظة لمواصلة تعزيز موقف المملكة بخصوص قضية الصحراء المغربية، مؤكدا على ضرورة مواصلة التعريف بعدالة القضية الوطنية والتصدي لمناورات الخصوم.

وقال جلالة الملك، اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024، في افتتاح الدورة الأولى للسنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، إن “المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم”.

وفي إطار التطور الإيجابي الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية، مجسدا في الاعتراف بالحقوق التاريخية للمغرب من قبل دول مؤثرة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا وإسبانيا، أبرز جلالة الملك أنه “يجب شرح أسس الموقف المغربي للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ”.

وقال جلالة الملك يجب “العمل على إقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء”، مذكرا جلالته بأنه عبر منذ اعتلائه العرش عن عزمه الراسخ على المرور من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف.

ويقتضي هذا التوجه، يؤكد جلالة الملك، “تضافر جهود كل المؤسسات والهيئات الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها”.

كما ذكر صاحب الجلالة بالدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، داعيا الى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص.

وبهذا الصدد، ركز جلالة الملك على ضرورة وضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الجهوية والدولية.

كما دعا صاحب الجلالة إلى الانتقال من مقاربة رد الفعل إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية، مشيرا جلالته إلى أنه “على هذا الأساس، عملنا لسنوات، بكل عزم وتأني، وبرؤية واضحة، واستعملنا كل الوسائل والإمكانات المتاحة للتعريف بعدالة موقف بلادنا وبحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا، وذلك رغم سياق دولي صعب ومعقد”.

وخلص صاحب الجلالة إلى التأكيد على أن “المغرب سيظل دائما حازما في موقفه، وفيا لنهج الانفتاح على محيطه المغاربي والجهوي، بما يساهم في تحقيق التنمية المشتركة، والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة”.

برنامج تنموي طموح

وبفضل التوجيهات الملكية السامية، تمكن البرنامج التنموي الطموح الخاص بالأقاليم الجنوبية، من تحقيق نتائج إيجابية، وهو البرنامج المندرج في إطار التوجه الذي تعتمد المملكة في الدفاع عن مغربية الصحراء، والذي يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.

وسجل صاحب الجلالة نصره، خلال خطابه السامي إلى شعبه الوفي بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، في السادس من نونبر 2022، أن هذا البرنامج التنموي المندمج، الذي ترأس جلالة الملك توقيعه في العيون في نونبر 2015، والداخلة في فبراير 2016، والذي خصص له غلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، يهدف إلى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، و”خلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية”.

وفي إطار هذا البرنامج الطموح، تم إطلاق عدد من الأوراش بالغة الأهمية، كإنجاز الطريق السريع تيزنيت ـ الداخلة، على امتداد أزيد من 1000 كيلومتر، والانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة، فضلا عن استمرار أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة – الأطلسي المتوقع أن يبدأ تشغيله ما بين 2027 و2028. وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال.

وعلى الصعيد الاقتصادي، عرفت الأقاليم الجنوبية إنجاز مجموعة من المشاريع، في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة. فضلا عن توفير وتطوير آلاف الهكتارات، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة. كما شهد المجال الاجتماعي والثقافي عدة إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مُكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.

ودعا جلالة الملك، في هذا السياق، القطاع الخاص إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لاسيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي. كما دعا صاحب الجلالة إلى فتح آفاق جديدة، أمام الدينامية التنموية، التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، لاسيما في القطاعات الواعدة، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة.

جلالة الملك يبرز الدينامية الإيجابية التي تعرفها مسألة الصحراء المغربية والدعم الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي

أبرز صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، الدينامية الإيجابية التي تعرفها مسألة الصحراء المغربية، باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة، والدعم الذي تقدمه العديد من البلدان المؤثرة لمبادرة الحكم الذاتي.

وقال جلالة الملك، في الخطاب السامي الذي وجهه إلى البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة: “وها هي الجمهورية الفرنسية، تعترف بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل”.

وبهذه المناسبة، تقدم صاحب الجلالة باسمه شخصيا، وباسم الشعب المغربي، بأصدق عبارات الشكر والامتنان، لفرنسا ولفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، على هذا الدعم الصريح لمغربية الصحراء.

وسجل جلالة الملك أن هذا التطور الإيجابي ينتصر للحق والشرعية، ويعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، لاسيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية.

وتابع جلالته “وذلك بالإضافة إلى أن فرنسا تعرف جيدا حقيقة وخلفيات هذا النزاع الإقليمي”، لافتا إلى أن هذا التطور يأتي لدعم الجهود المبذولة في إطار الأمم المتحدة لإرساء أسس مسار سياسي يفضي إلى حل نهائي لهذه القضية، في إطار السيادة المغربية.

وأبرز صاحب الجلالة أن هذا الموقف الفرنسي يندرج في إطار الدينامية الإيجابية، التي تعرفها مسألة الصحراء المغربية، والتي ترتكز على ترسيخ سيادة المغرب على ترابه، وعلى توسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي.

وفي هذا السياق، نوه جلالة الملك أيضا باعتراف دول وازنة، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وكذا بمواقف الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي تساند، بكل وضوح والتزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة.

وبموازاة ذلك، لفت صاحب الجلالة إلى أن مبادرة الحكم الذاتي، كأساس وحيد للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع، في إطار سيادة المغرب، تحظى بدعم واسع من طرف عدد متزايد من الدول من مختلف جهات العالم، مستحضرا من بينها إسبانيا الصديقة، التي تعرف خبايا هذا الملف، بما يحمله موقفها من دلالات سياسية وتاريخية عميقة، إضافة إلى أغلبية دول الاتحاد الأوروبي.

جلالة الملك يوجه خطابا ساميا بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وبصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، اليوم الجمعة، خطابا ساميا إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.

وفي ما يلي نص الخطاب الملكي السامي :

“الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

حضرات السيدات والسادة البرلمانيين المحترمين،

يسعدني أن أخاطبكم اليوم، في افتتاح هذه السنة التشريعية، ومن خلالكم مختلف الهيآت والمؤسسات والمواطنين، بخصوص التطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة.

لقد قلت، منذ اعتلائي العرش، أننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف.

ودعوت كذلك للانتقال من مقاربة رد الفعل، إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية.

وعلى هذا الأساس، عملنا لسنوات، بكل عزم وتأني، وبرؤية واضحة، واستعملنا كل الوسائل والإمكانات المتاحة، للتعريف بعدالة موقف بلادنا، وبحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا، وذلك رغم سياق دولي صعب ومعقد.

واليوم ظهر الحق، والحمد لله؛ والحق يعلو ولا يعلى عليه، والقضايا العادلة تنتصر دائما.

قال تعالى : “وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”. صدق الله العظيم.

وها هي الجمهورية الفرنسية، تعترف بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.

وبهذه المناسبة، أتقدم باسمي شخصيا، وباسم الشعب المغربي، بأصدق عبارات الشكر والامتنان، لفرنسا ولفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، على هذا الدعم الصريح لمغربية الصحراء.

إن هذا التطور الإيجابي، ينتصر للحق والشرعية، ويعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، لاسيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية.

وذلك بالإضافة إلى أن فرنسا تعرف جيدا، حقيقة وخلفيات هذا النزاع الإقليمي.

كما أنه يأتي لدعم الجهود المبذولة، في إطار الأمم المتحدة، لإرساء أسس مسار سياسي، يفضي إلى حل نهائي لهذه القضية، في إطار السيادة المغربية.

حضرات السيدات والسادة البرلمانيين،

يندرج هذا الموقف الفرنسي في إطار الدينامية الإيجابية، التي تعرفها مسألة الصحراء المغربية، والتي ترتكز على ترسيخ سيادة المغرب على ترابه، وعلى توسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي.

وهكذا، فقد تمكنا، والحمد لله، من كسب اعتراف دول وازنة، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

كما نعتز أيضا بمواقف الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي تساند، بكل وضوح والتزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة.

وبموازاة ذلك، تحظى مبادرة الحكم الذاتي، كأساس وحيد للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع، في إطار سيادة المغرب، بدعم واسع من طرف عدد متزايد من الدول من مختلف جهات العالم.

ونذكر من بينها إسبانيا الصديقة، التي تعرف خبايا هذا الملف، بما يحمله موقفها من دلالات سياسية وتاريخية عميقة، إضافة إلى أغلبية دول الاتحاد الأوروبي.

ويطيب لنا أن نعبر لكل هؤلاء الأصدقاء والشركاء، عن بالغ تقديرنا لمواقفهم المناصرة لقضية المغرب الأولى.

كما نشكر أيضا، كل الدول التي تتعامل اقتصاديا واستثماريا، مع الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لا يتجزأ من التراب الوطني.

وهي بذلك تواكب مسار التنمية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تشهدها الصحراء المغربية، وتعزز موقعها كمحور للتواصل والتبادل بين المغرب وعمقه الإفريقي.

كما تضعها في صلب المبادرات القارية الاستراتيجية، التي أطلقناها، كمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، إضافة إلى مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.

حضرات السيدات والسادة البرلمانيين،

رغم كل ما تحقق، فإن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم.

وفي هذا الإطار، يجب شرح أسس الموقف المغربي، للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، والعمل على إقناعها، بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء.

وهو ما يقتضي تضافر جهود كل المؤسسات والهيآت الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها.

ولا يخفى عليكم، معشر البرلمانيين، الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي.

لذا، ندعو إلى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، ووضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص، في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الجهوية والدولية.

حضرات السيدات والسادة البرلمانيين،

إن ما حققناه من مكاسب، على درب طي هذا الملف، وما تعرفُه أقاليمنا الجنوبية من تنمية اقتصادية واجتماعية، كان بفضل تضامن جميع المغاربة، وتضافر جهودهم، في سبيل ترسيخ الوحدة الوطنية والترابية.

ولا يفوتنا هنا، أن نشيد بالجهود التي تبذلها الدبلوماسية الوطنية، ومختلف المؤسسات المعنية، وكل القوى الحية، وجميع المغاربة الأحرار، داخل الوطن وخارجه، في الدفاع عن الحقوق المشروعة لوطنهم، والتصدي لمناورات الأعداء.

كما نعبر عن شكرنا وتقديرنا، لأبنائنا في الصحراء، على ولائهم الدائم لوطنهم، وعلى تشبثهم بمقدساتهم الدينية والوطنية، وتضحياتهم في سبيل الوحدة الترابية للمملكة واستقرارها.

وفي الختام، نؤكد أن المغرب سيظل دائما حازما في موقفه، وفيا لنهج الانفتاح على محيطه المغاربي والجهوي، بما يساهم في تحقيق التنمية المشتركة، والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.

قال تعالى : “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”. صدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.