عبَّرت نساء مستفيدات من البرنامج الحكومي “جسر التمكين والريادة” عن سعادتهن بانخراطهن في “مركز التكوين وتقوية القدرات النسائية” بمكناس، والاستفادة من التكوين والمواكبة والتسجيل بالمنصة الرقمية الخاصة بالبرنامج، والذي يُمكن النساء من الولوج إلى سوق الشغل بشكل دائم ومبتكر.
سهام واحدة من هؤلاء النساء، والتي تعتبر لُجوءها إلى مركز “ابتسامة” من بين أفضل قراراتها، حيث تعرَّفت على برنامج “جسر التمكين والريادة”. كما استفادت من التكوين والمواكبة فضلا عن المساعدة في تجاوز الصعوبات حول كيفية التسجيل في المنصة الرقمية للبرنامج.
إطلاق المنصة الرقمية لبرنامج “جسر”، تم في يوليوز 2023، في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الداعية إلى النهوض بوضعية المرأة، وفسح آفاق الارتقاء أمامها وإعطائها المكانة التي تستحقها، وتنفيذا لالتزامات البرنامج الحكومي (2021-2026) المتعلقة بتحسين النشاط الاقتصادي للمرأة، فضلا عن تفعيل استراتيجية وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.
ويهدف البرنامج إلى تطوير روح المقاولة النسائية وتسهيل وصول المرأة إلى سوق الشغل، من خلال مواكبتها وتكوينها على المستوى الترابي من أجل تحسين خبراتها ومهاراتها في مجال إنشاء المقاولة وتقليص الفوارق الاجتماعية والإقليمية.
من جهتها، أفادت حياة نديشي، مُنسِّقة الفضاء متعدد الوظائف بالمركب الاجتماعي مكناس، أن برنامج “جسور التمكين والريادة” يضم مجموعة من الورشات للحرف المهنية.
وتابعت المتحدثة لبوابة “الحكومة المغربية”: “نتوفر كذلك على قطب اقتصادي من أجل التمكين وتيسير الاندماج في سوق الشغل، حيث تستفيد النساء من مجموعة من ورشات التأهيل الحِرفي بالإضافة إلى تكوينات”.
وعلى امتداد الشهور المنصرمة، استقبل المُركَّب عددا من النساء ممن تم تقديم المساعدة لهن من أجل التسجيل في المنصة الرقمية المعنية. كما استفدن من دورات تكوينية إلى جانب المواكبة.
وسبق لوزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، أن أكدت أن التمكين الاقتصادي عنصر أساسي في المخطط الحكومي الثالث للمساواة، لاسيما في محوره الأول المتعلق بالتمكين والريادة، مشيرة إلى أن هذه المسألة كانت ضمن الانتظارات ذات الأولوية التي عبر عنها مختلف الفاعلين الترابيين خلال المشاورات الوطنية التي أطلقتها الوزارة في الجهات الـ12.
وأفادت حيار أن الوزارة أعطت موضوع تمكين المرأة مكانة مهمة في الاستراتيجية الجديدة “جسر لتنمية اجتماعية مندمجة، مبتكرة ومستدامة”، والتي تقوم على مناخ اجتماعي مندمج، والمساواة، والتمكين، والريادة، بالإضافة إلى الأسرة، ونظام القيم، والاستدامة.
وسجَّلت أن برنامج “جسر التمكين والريادة” يُمثِّل حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية، موضحة أنه يهدف إلى مساعدة النساء الحاملات للمشاريع في وضعية صعبة، بـ36 ألف امرأة على المستوى الوطني، أي بمتوسط 3 آلاف امرأة على مستوى كل جهة.
وتطمح الوزارة من خلال “جسر” إلى المساهمة في تحقيق أهداف البرنامج الحكومي 2021 ـ 2026، والمساهمة في رفع نسبة نشاط النساء، وولوجهن إلى مناصب المسؤولية، وتقليص نسبة انتشار العنف ضد النساء والمساهمة في تحسين نسبة تشغيل الأشخاص في وضعية إعاقة وغيرها.
بالعودة إلى سهام، وعقب حصص التكوين والمواكبة، قرَّرت استثمار ما تعلمته في مجال الخياطة في تأسيس مشروعها الخاص، موضحة أنها تعلمت كذلك أين يمكنها تتبع مشروعها وتطويره والبحث عن مصادر الدعم والتمويل، وفق حديثها لبوابة “الحكومة المغربية”، مؤكدة بإصرار “سأعمل على تسويق منتوجاتي مستقبلا”.
وتوجهت المستفيدة من برنامج “جسر”، بالحديث للنساء المغربيات، لتحثهن على البحث عن مراكز مماثلة في الأقاليم والمدن التي يقطُنَّ بها، وأن يعتمدن على أنفسهن وقدراتهن حتى يكُنَّ نساء مستقلات.