كشفت غيثة مزور وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن الميزانية المخصصة للاستثمارات بالوزارة تضاعفت 700 مرة حيث بلغت 3 ملايير درهم، في وقت كانت لا تتجاوز 20 مليون درهم، ولفتت إلى أن الرفع من قيمة الميزانية جاءت بفضل عمل الوزارة مع مختلف الفاعلين والاطلاع على متطلباتهم، إلى جانب الاشتغال على مشاريع تحترم الأهداف المسطرة وفق الأولويات.
وأكدت الوزيرة متحدثة خلال لقاء “مقهى المواطنة” المنظم من طرف حركة “المواطنون” للحديث عن الحصيلة المرحلية لنصف الولاية الحكومية في قطاع الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن النموذج التنموي الجديد يضع الرقمنة ضمن أولوياته، ما حذا بالحكومة منذ تنصيبها، إلى تخصيص ميزانية غير مسبوقة للرقمنة في تاريخ المغرب، علاوة على خلق وزارة خاصة بالانتقال الرقمي لأول مرة. مؤكدة أن الحكومة تقوم بعمل كبير علاقة بالرقمنة.
وأوضحت أن نتائج هذا العمل بدأت في الظهور ومن المنتظر أن تؤتي ثمارها بشكل أكبر. كما أفادت مزور بأن مشروع FSU الذي أطلقته الدولة في الفترة ما بين 2018 و2024، مكّن من تزويد 10 آلاف و740 منطقة بشبكة اتصال وانترنت، وكشفت أنه سيتم إطلاق النسخة الثانية من هذا البرنامج قريبا، لتتم تغطية 1.800 منطقة إضافية جميعها مناطق قروية.
وسجلت الوزيرة، خلال اللقاء المنعقد بمدينة خريبكة، حول موضوع ” تقوية النظام الرقمي من أجل الابتكار وريادة الأعمال”، أن المغرب يتوفر على أزيد من 600 خدمة رقمية عمومية، 300 منها متعلقة بالمواطنين و200 خاصة بالمقاولات، و100 بالنسبة للإدارة، كالسجل الاجتماعي الموحد وAMO تضامن، والسجل العدلي وهي الوثيقة التي باتت تطلب بطريقة إلكترونية، وغيرها من التطبيقات والمنصات المهمة التي مكنت المغاربة من الاستفادة من عدد كبير من الخدمات دون أن تكلفهم استصدار وثائق وشواهد في كل مرة.
وبخصوص الذكاء الاصطناعي، أكدت الوزيرة أنه في صلب أولويات الوزارة التي بدأت في اعتماد الذكاء الاصطناعي في رقمنة الإدارة، في عدد من المجالات كالفلاحة لتحسين جودة المنتجات الفلاحية، والإدارات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع المواطنين.
وبخصوص معرض “جيتيكس” العالمي، أوضحت الوزيرة أن وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة تكلفت بـ 95 بالمائة من تكاليف المشاركة في المعرض الدولي لـ 200 شركة ناشئة مغربية، تم انتقاؤها بناء على استجابتها للشروط، من بينها أزيد من 20 شركة في الذكاء الاصطناعي. ولفتت الوزيرة إلى أن عددا من التكوينات التي تقوم بها الوزارة تتمحور حول الذكاء الاصطناعي.
وقالت مزور إن برنامجا يربط وزارتي الانتقال الرقمي والتعليم العالي عمل على دمج 12 جامعة مغربية، في مختلف جهات المملكة، وأن على المغاربة جميعا أن يدرسوا ويتكونوا في مجال الرقمنة، التي لن تكون حكرا على أي جهة، وأبرزت أن برنامج (Job In Tech)، الذي وفر تكوينات مكثفة في مجال الرقمنة، استفاد منه 1.000 من الشباب في جهتي الدار البيضاء والرباط، في أفق تعميمه على باقي أقاليم وجهات المغرب قريبا.
وأكدت أن مجال الرقمنة من أكثر المجالات التي تعرف تطورا وانتشارا وبالتالي سيزيد الطلب على الكفاءات المغربية العاملة في القطاع، من طرف مؤسسات وشركات القطاع العام والخاص الراغبة في التحول الرقمي ومن تبحث عن حلول رقمية، كما أن شركات عالمية تبحث عن المواهب والكفاءات الشابة من المغرب المتفوقة في الرقمنة والبرمجة والرياضيات وغيرها، حيث يتوفر المغرب على طاقات شابة وثروة بشرية جد مهمة، تعمل هذه الشركات الأوروبية على استقطابها.
وسجلت أن الوزارة لا تزال تشتغل على رقمنة عدد من الخدمات والمنصات لصالح المواطنين المغاربة. لافتة إلى أن العديد من الخدمات الرقمية العمومية يستخدمها و يستفيد منها مئات الآلاف وملايين المواطنين.