أطلقت الحكومة برنامجا استعجاليا من أجل إعادة بناء وتأهيل والنهوض بالقطاع الفلاحي بالمناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر المنصرم.
وقام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، الثلاثاء، بزيارة ميدانية لإقليمي تارودانت والحوز، واطلع على البرنامج الذي يتكون من ثلاثة محاور رئيسية، يهم الأول البنية التحتية الفلاحية، وضمان الولوج وفك العزلة على الضيعات والأراضي الفلاحية عبر استصلاح وإنشاء المسالك الفلاحية القروية، وكذلك حماية الأراضي الزراعية من الانجراف عبر بناء الحواجز الصخرية، بالإضافة إلى استصلاح دوائر الري الصغير والمتوسط واستصلاح السواقي وإنشاء وتجهيز نقط الماء.
أما المحور الثاني الخاص بالبنية التَّحتية الاقتصادية الفلاحية، فيتعلق أساسا بإعادة تهيئة وبناء وتجهيز وحدات التثمين، ثم المحور الثالث، الذي يتعلق بإعادة بناء الرأسمال الفلاحي وإنعاش السلاسل الحيوانية من خلال إعادة تكوين الثروة الحيوانية (توزيع الحيوانات على المتضررين) وتوزيع أعلاف الماشية وإنجاز مشاريع الفلاحة التضامنية وغيرها من الأنشطة المدرة للدخل.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال صديقي، إن البرنامج الاستعجالي يأتي تفعيلا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح وزير الفااحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن البرنامج يهم 3 محاور تتمثل في الإعانات المقدمة لمربي الماشية فيما يخص الإنتاج الحيواني وتشمل توزيع الشعير مجانا والصحة الحيوانية من خلال التلقيح، واستصلاح السواقي وتحديثها لإعادة سقي الأراضي الفلاحية وعودة الفلاحين لأنشطتهم، وفك العزلة عن الدواوير والضيعات الفلاحية وإعادة هيكلة النسيج الإنتاجي بالمنطقة، مضيفا أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة الشروع في تعويض الفلاحين ومربي الماشية المتضررين من الزلزال.
وأشار إلى أن هناك برنامجا طموحا يهم تسريع وتعزيز المشاريع الفلاحية والتنمية بالمناطق المتضررة من الزلزال مما سيعزز استراتيجية الجيل الأخضر والمشاريع المندرجة في إطاره وفق منظور جديد لتحقيق انطلاقة جديدة للتنمية الفلاحية والقروية في هذه المناطق.
وأوضح أن الهدف من هذا البرنامج هو خلق الثروة وتنويع الأنشطة لتشمل جميع المناطق وتثمين المنتوج الفلاحي بعين المكان، مع التركيز على تحسين دخل الساكنة وتنزيل مضامين استراتيجية الجيل الأخضر بطريقة معززة.
منا يهدف البرنامج، وفق النسؤول الحكومي، إلى إعادة الدينامية للقطاع الفلاحي ما قبل الزلزال، من خلال تنمية السلاسل الحيوانية، وتوزيع الشعير بالمجان لفائدة مربي المواشي المتضررين، مضيفا أن الأمر يتعلق كذلك بالحفاظ على الصحة الحيوانية للقطيع بهذه المنطقة، إضافة إلى استصلاح منظومة السقي الصغير والمتوسط، علاوة على فك العزلة عن الضيعات الفلاحية عبر المسالك الطرقية.
وفي ختام هذه الزيارة، أعطى الوزير تعليماته لجميع المصالح اللاممركزة لقطاع الفلاحة من أجل تفعيل تنفيذ البرنامج الاستعجالي لإعادة بناء والتأهيل لتمكين الاستئناف السريع للنشاط الفلاحي على مستوى جميع الجماعات المتضررة لأقاليم الحوز وتارودانت.
إقليم تارودانت
في ذات الصدد، أطلق صديقي، عملية توزيع الشعير بالمجان على مربي الماشية بالجماعات الأكثر تضررا من الزلزال، وتهم هذه العملية إقليم تارودانت وتخص توزيع 130 ألف قنطار من الشعير لفائدة حوالي 14 ألف مربي ماشية بالجماعات الأكثر تضررا بغلاف مالي قدره 50 مليون درهم.
أما على مستوى دوار ايت اوبلال-اغيران بنفس الجماعة، قام الوزير بإطلاق أشغال إصلاح الأضرار التي لحقت بالمدار السقوي للسقي الصغير والمتوسط أكادير آيت اوبلال-اغيران الممتد على مساحة 15 هكتارا من الأشجار المثمرة لفائدة 100 مستفيد، وتهم الأشغال استصلاح وتهيئة شبكة ري من السواقي بطول 2200 متر.
وتمت تهيئة هذا المدار السقوي للسقي الصغير والمتوسط من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس-ماسة في إطار برنامج التنمية القروية المندمجة والاستثمار في الاراضي غير المسقية.
وعلى مستوى دوار ارك بالجماعة الترابية تيزي نتاست، أطلق الوزير أشغال اصلاح الأضرار التي لحقت بالطريق القروية التي تربط الطريق الجهوية 203 بدوار ارك والتي تم إنجازها من طرف المديرية الجهوية للفلاحة لسوس-ماسة في إطار صندوق التنمية الفلاحية، وتهم الاشغال طول 10.4 كلم بغلاف مالي قدره 12 ملايين درهم مما سيمكن من فك العزلة عن 6 دواوير.
وبدوار ايت اوعبدي بالجماعة الترابية تافنكولت، قام المسؤول الحكومي بإطلاق أشغال انجاز مسلكين قرويين، يتعلق الاول بطريق سيربط دوار آيت اوعبدي بدوار امسكرار على طول 4 كلم، ثم المسلك الثاني سيربط دوار ايت اوعبدي بدوار تيزيرت على طول 9 كلم، وذلك بغلاف مالي قدره 14 مليون درهم، حيث يلعب المشروع الذي تنجزه المديرية الجهوية للفلاحة لسوس-ماسة دورا سوسيو اقتصاديا مهما من خلال فك العزلة عن العديد من الدواوير والضيعات.
الحوز وشيشاوة
اطلع الوزير بالجماعة الترابية إيغيل، على تفاصيل تنفيذ مكونات البرنامج الاستعجالي لقطاع الفلاحة على مستوى إقليمي الحوز وشيشاوة.
ويركز البرنامج الذي رصد له غلاف مالي قدره 262 مليون درهم ويستفيد منه حوالي 493000 مستفيد، على أربعة محاور تهدف إلى تسريع إصلاح الأضرار واستئناف النشاط الفلاحي على مستوى الجماعات الأكثر تضررا من الزلزال.
ويشمل هذا البرنامج دعم سلاسل الإنتاج الحيواني من خلال توزيع حوالي 352000 قنطارا من الشعير مجانا وإعادة بناء الرأسمال الحيواني أي حوالي 22000 رأس واستصلاح 201 ساقية متضررة من الزلزال على طول 65 كيلومترا بهدف سقي 1400 هكتارا وإصلاح وإعادة بناء 26 وحدة تثمين لفائدة 34 تعاونية أو تجمع للمنتجات المجالية منجزة في إطار مشاريع الفلاحة التضامنية، وكذا إصلاح الأضرار المسجلة على مستوى المسالك الفلاحية على طول 11 كلم.
وبنفس الجماعة، أطلق صديقي عملية توزيع الشعير بالمجان على مربي الماشية بالجماعات الأكثر تضررا من الزلزال. وتهم هذه العملية إقليمي الحوز وشيشاوة وتخص توزيع 352000 قنطارا من الشعير لفائدة حوالي 37000 من مربي الماشية بالجماعات الأكثر تضررا بغلاف مالي قدره 134 مليون درهم.
كما أطلق الوزير عملية تلقيح المواشي التي يقوم بإنجازها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وتشمل هذه العملية تلقيح جميع الأبقار، والأغنام، والماعز والإبل بكل من إقليمي الحوز وشيشاوة، بميزانية قدرها 5.8 مليون درهم.
وبالجماعة القروية ثلاث نيعقوب، قام الوزير الذي كان مرفوقا على الخصوص بعامل إقليم الحوز السيد رشيد بنشيخي، بإطلاق عملية الغمر بالمياه للشطر الأول من استصلاح السواقي المتضررة من الزلزال.
ويتعلق الأمر ب 4 سواقي (ساقيتان على مستوى كل إقليم) على طول 74 كيلومترا. وقد سمح استصلاح هذه السواقي باستئناف الري على حوالي 75 هكتارا.
ويغطي البرنامج الاستعجالي لإعادة استصلاح الري الصغير والمتوسط على مستوى إقليمي الحوز وشيشاوة، 65 كيلومترا مما سيمكن من سقي 1400 هكتارا لفائدة 2800 فلاحا صغيرا بتكلفة اجمالية قدرها 53 مليون درهم.
ويهدف هذا البرنامج إلى إنعاش سلاسل الأشجار المثمرة على مستوى المناطق المنكوبة، خاصة الزيتون، والتفاح، واللوز، والجوز بالإضافة إلى إنتاج الخضروات.