أشاد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الاثنين 15 أبريل بالرباط، بنجاح أشغال الاجتماع الثالث للجنة العليا المشتركة للشراكة المغرب-بلجيكا، والتي ترأسها إلى جانب الوزير الأول البلجيكي، ألكسندر دي كرو.
كما نوَّه أخنوش، خلال ندوة صحفية مشتركة مع دي كرو، باعتماد الإعلان المشترك، الذي توج أشغال هذه الدورة، معتبرا أنه يشكل خارطة طريق مستقبلية للتعاون، ومحطة أساسية لبناء شراكة استراتيجية تستجيب لتطلعات قائدي المملكتين المغربية والبلجيكية، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وجلالة الملك فيليب.
وأبرز أن هذا اللقاء شكل فرصة مهمة لاستعراض وتقييم حصيلة العلاقات الثنائية، والتوقيع على مجموعة من آليات التعاون المستقبلي لإرساء شراكات فاعلة.
وبعدما نوه بمستوى التعاون المتميز بين البلدين في مجالات عدة، مثل الطاقات المتجددة والنقل والصناعات الفلاحية، أكد رئيس الحكومة أن هذا التعاون سيسمح للبلدين بلعب دور ريادي في محيطهما الأورو-متوسطي والأورو-إفريقي، خاصة وأن المغرب يعد قطبا مهما للتجارة والاستثمار بالنسبة للشركات الأوروبية عموما، والبلجيكية خصوصا في إفريقيا.
وسجل أن انعقاد منتدى الأعمال المغربي البلجيكي يوم غد في الدار البيضاء، يعد فرصة لبلورة وتطوير مشاريع مشتركة، واستكشاف فرص الاستثمار المتوفرة لدى البلدين، لاسيما استفادة الشركات البلجيكية من ميثاق الاستثمار المغربي الجديد، واستثمار إمكانات المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر، وكذا المشاريع المهيكلة المبرمجة في أفق تنظيم كأس العالم 2030.
كما أشاد، في سياق الاحتفال بالذكرى الـ60 للتوقيع على اتفاقية التشغيل الثنائية بين المملكتين، بالدور الذي تلعبه الجالية المغربية ببلجيكا، كفاعل أساسي في الشراكة المغربية-البلجيكية، ومساهمتها الفعلية في تقارب الشعبين الصديقين.
وأبرز أن هذه الدورة أظهرت تقارب وجهات النظر والمواقف في العديد من القضايا الدولية والجهوية ذات الاهتمام المشترك، وشكلت مناسبة للتأكيد على مواصلة الالتزام بدور المملكتين المغربية والبلجيكية البنّاء والاستباقي، للمساهمة في حل تلك القضايا.
وثمن، في هذا الإطار، موقف بلجيكا بخصوص قضية الصحراء المغربية، الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الأساس الأكثر جدية وواقعية وذات مصداقية لحل هذا النزاع المفتعل، معربا عن إشادة المغرب باصطفاف بلجيكا إلى جانب مجموعة من الدول الأوروبية التي عبرت عن دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي، ومساندتها لمجهودات المغرب لحل قضية الصحراء المغربية.
كما أشاد بمساندة المملكة البلجيكية للمبادرة الدولية الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي تهدف، بالأساس، إلى تقوية الاندماج الإقليمي، وكذا تشجيع الحوار والتعاون والتنسيق بين دول المنطقة الافريقية-الأطلسية، لاسيما مع تفعيل مشروع أنبوب الغاز من نيجيريا الى المغرب، الذي سيزود أوروبا بالغاز مرورا بـ 13 دولة إفريقية.
وأبرز أن المبادرة الملكية ستمكن من مواكبة دول الساحل في إيجاد حلول للأزمات والتحديات التي تواجهها، عبر تسريع اندماجها الاقتصادي والاستفادة من البنى التحتية والمشاريع المهيكلة التي توفرها هذه المبادرة عبر الولوج إلى المحيط الأطلسي.
وأعرب أخنوش عن شكر المغرب لمملكة بلجيكا على التزامها بدعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، وتفاعلها الإيجابي للدفاع عن هذه الشراكة واستمراريتها، مجددا التأكيد على استعداد المغرب لمواصلة التشاور بين البلدين بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وشدد على أن المملكتين تتقاسمان نفس التوجه في العديد من القضايا، خصوصا في ما يتعلق بالأزمة في الشرق الأوسط، مؤكدا، في هذا الصدد، “على موقف المملكة المغربية الثابت من عدالة القضية الفلسطينية بقيادة جلالة الملك، نصره الله، رئيس لجنة القدس، والرامي إلى الوقف الفوري والشامل والمستدام للحرب الإسرائيلية على غزة، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، وإيصال المساعدات ورفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين بالقوة”.
وأضاف أن “المملكة المغربية تؤكد على ضرورة إطلاق عملية سلام حقيقية تؤدي إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة”.