موقع الحكومة المغربية

على مدار اليوم.. الأطر الصحية يعملون كخليّة نحل في علاج مصابي “زلزال الحوز” ومُواكبتهم نفسيا

منذ الساعات الأولى على وقوع الزلزال الذي عرفته عدد من المناطق وسط المملكة، ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023، تعمل الأطر الصحية، من أطباء وممرضين وتقنيين، من أجل تقديم الإسعافات اللازمة للمصابين، حيث يتم داخل المستشفيات الميدانية تقديم العلاجات والفحوصات اللازمة، دون إغفال المواكبة النفسية للمتضررين.

ومن أجل تلبية احتياجات المتضررين من زلزال الحوز الذي ضرب عدة مناطق من المملكة، تم تعبئة عدد كبير من الأطر الطبية، وتسخير كل الإمكانيات اللازمة من موارد لوجيستية وأدوية وسيارات الإسعاف، لتقديم الرعاية الصحية لفائدة ضحايا الزلزال.

وعبَّأت الوزارة 1268 طبيبة وطبيبا لتقديم الرعاية الصحية بالمناطق المتضررة من الزلزال، إلى جانب 1733 ممرضة وممرضا، بالإضافة إلى تسخير 9 وحدات صحية متنقلة تشمل 69 طبيبة وطبيبا و159 ممرضة وممرضا، فضلا عن 500 سيارة إسعاف و2461 سريرا.

رعاية القُرب

طبيبة مشتغلة بإحدى الوحدات الصحية المتنقلة، أكدت لموقع “الحكومة”، أن أطباء الوحدة قدموا العلاجات الأولية لمصابي الزلزال، قبل إرسالهم صوب باقي الوحدات المتخصصة، واستطعنا توفير العلاجات الضرورية الأولى لكل مريض حسب ما تقتضيه حالته الصحية والإصابات التي في جسده.

وتابعت الطبيبة حديثها: “داخل هذه الوحدة الطبية نعمل بمنطق القُرب مع كافة المواطنين بالمنطقة، ذلك أن المتضررين من الزلزال خاصة منهم من يعانون أمراضا مزمنة، فقدوا كافة أدويتهم حيث نعمل على توفيرها ومدهم بها. كما نعمل على تغيير الضمادات للمصابين والجرحى. زيادة على تتبع الحوامل وإجراء كامل الفحوصات اللازمة”.

“وإلى جانب الرعاية الصحية التي نقوم بها بشكل يومي وعلى مدار الساعة، نعمل على تقديم دعم نفسي للمتضررين ممن يعانون من الصدمة والخوف” وفق ما أكدته الطبيبة.

عناية طبية خاصة

ويحظى الجرحى والمصابون جراء الزلزال الذي عرفه إقليم الحوز والنواحي بعناية طبية خاصة، حيث كشف أخصائي الإنعاش والتخدير، توفيق أبو الحسن، أن جميع من تم استقبالهم بالمستشفى الجامعي بمراكش قد تم التكفل بهم، سواء على مستوى قسم العمليات الجراحية أو الإنعاش.

وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب سبق له أن أكد أن قطاع الصحة عبَّأ جميع الوسائل اللوجيستيكية والموارد البشرية من أجل الاستجابة لحاجيات الساكنة المتضررة من الزلزال الذي ضرب الحوز وعددا من أقاليم المملكة، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وقال آيت الطالب، في تصريح للصحافة، على هامش الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش، حيث تفقد جلالته الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال الأليم الذي وقع يوم الجمعة 8 شتنبر، وخلف خسائر بشرية ومادية هامة في العديد من جهات المملكة، إن “هذه التعبئة تهم، أيضا، المناطق الأكثر قربا من بؤرة الزلزال التي يتعذر الوصول إليها بسهولة، إلى جانب المناطق القريبة، ولاسيما على مستوى مناطق تحناوت وتارودانت ومراكش، وخاصة شيشاوة وأمزميز”.

وأكد الوزير “تمكنّا من التحكم في الوضع من دون الحاجة إلى تعبئة الموارد البشرية للجهات الأخرى”، مبرزا أن جميع المصالح المتدخلة في تدبير هذه الكارثة تبذل أقصى جهودها لمساعدة المتضررين. كما أكد توفر الموارد والمعدات الطبية الضرورية.

ونوَّه السيد آيت الطالب، من جهة أخرى، بـ”التضامن الكبير الذي أبان عنه الشعب المغربي خلال هذه الظرفية الأليمة، سواء من خلال تقديم الدعم عن قرب أو عمليات التبرع بالدم”.

خيام مُجهزّة ومؤسسات بديلة لضمان استئناف الموسم الدراسي بعد “زلزال الحوز”

لاستئناف الموسم الدراسي في أفضل الظروف بعد زلزال الحوز، تم الاثنين 18 شتنبر 2023، تم تجهيز عدد من الخيام بجميع المعدات اللازمة لاستقبال التلاميذ، على مستوى جماعة آسني، بتنسيق تام مع كافة شركاء المديرية الإقليمية للتربية والتكوين والسلطات المحلية والمجتمع المدني،

مسؤولون بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم الحوز، أكدوا لموقع “الحكومة”، أنهم قاموا بإجراءات عديدة من أجل استئناف الدراسة، من بينها الاستعانة بالخيام المجهزة، بعد التشققات والتصدعات التي أصابت جدران المؤسسات التعليمية، ما يمكن أن يهدد سلامة التلميذات والتلاميذ وباقي الأطر التعليمية.

وتم تجهيز عدد من الخيام بجميع المعدات اللاَّزمة لاستقبال التلاميذ. كما تم وضعها بعدد الأقسام في المؤسسات الـ 16 التي أصابتها الشّقوق والتصدعات، حتى يتمكن التلاميذ من مواصلة دراستهم بنفس استعمال الزمان المحدد.

وكبديل آخر لاستمرارية البيداغوجية وتسريع وتيرة استئناف الدراسة بالمناطق المتضررة، عملت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تم تحويل تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية التابعة لدائرة آسني إقليم الحوز، إلى المؤسسات التعليمية المستقبلة بمدينة مراكش. كما انطلقت كذلك بإقليمي تارودانت وشيشاوة.

وفيما يتعلق بإقليم “الحوز”، ستشمل عملية التحويل استفادة 6000 تلميذة وتلميذ منحدرين من 26 جماعة بالإقليم من منحة كاملة، تشمل النقل والإيواء والتغذية، حيث تم في وقت سابق صباح اليوم استقبال قرابة 790 تلميذة وتلميذ يُتابعون دراستهم بالسلك الإعدادي ويقطنون بالجماعتين الترابيتين ويركَان وإمكَدال بساحة الثانوية الإعدادية ويركَان، بحضور كل من ممثلي الأكاديمية والسلطات المحلية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ قصد نقلهم نحو المديرية الإقليمية بمراكش للالتحاق بالمؤسسات المستقبلة واستئناف الدراسة.

وعملت الوزارة على توفير جميع الظروف المواتية للعودة التدريجية للوضع العادي للدراسة، حيث تم تخصيص الحصص الأولى للدعم النفسي للتلميذات والتلاميذ، ومساعدتهم من خلال الاستماع وأنشطة تربوية وترفيهية، يشرف عليها إلى جانب أساتذتهم الملحقون الاجتماعيون الذين استفادوا من تكوين متخصص في هذا المجال.

أخنوش: الحكومة تُبلوِر الآليات الكفيلة بجعل إعادة الإعمار تمر في ظروف نموذجية

أفاد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن الحكومة بصدد بلورة الآليات الكفيلة بجعل عملية إعادة بناء المنازل المدمرة بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز تمر في ظروف نموذجية.

وأكد أخنوش، خلال تصريح صحافي عقب الاجتماع الثالث للجنة البين وزارية المكلفة بوضع البرنامج الاستعجالي لإعادة بناء المنازل المدمرة من الزلزال، أن الاجتماع كان مناسبة للوقوف عند الآليات الكفيلة للتنزيل المثالي للبرنامج، تماشيا مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

وكشف رئيس الحكومة، أن اللجان التقنية تشتغل في الميدان لتحديد عدد المنازل التي انهارت كليا أو بشكل جزئي، موضحا أن اللجنة تعرف تفكيرا واشتغالا، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك، بخصوص الآليات التي بإمكانها أن تجعل من عملية إعادة الإعمار تمر في ظروف نموذجية.

وفي ما يخص التوجيهات الملكية السامية لإعادة هيكلة هذه المناطق ومنحها آفاقا تنموية جديدة، أضاف السيد أخنوش أن الاجتماع ناقش، طبيعة الاستثمارات المهمة التي يمكن التفكير بشأنها في المستقبل، ما من شأنه إعطاء المنطقة آفاقا جديدة في التنمية والاستثمار.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية خلال جلسة العمل التي خصصت، يوم السبت 9 شتنبر الجاري، لبحث الوضع في أعقاب الزلزال المؤلم، بالإحداث الفوري للجنة بين وزارية مكلفة بوضع برنامج استعجالي لإعادة تأهيل وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة على مستوى المناطق المتضررة من الزلزال.

رئيس الحكومة يترأس اجتماع اللجنة البين وزارية المكلفة بإﻋﺎدة تأهيل وبناء المنازل المدمرة جراء الزلزال

ترأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الإثنين بالرباط، الاجتماع الثالث في ظرف أسبوع، للجنة البين وزارية المكلفة بالبرنامج الاستعجالي ﻹﻋﺎدة تأهيل وتقديم الدعم ﻹﻋﺎدة بناء المنازل المدمرة ﻋﻠﻰ مستوى المناطق المتضررة من زلزال الحوز، تم خلاله الوقوف على مدى تقدم تفعيل وتنزيل البرنامج الاستعجالي لإعادة الإيواء ومساعدة الأسر والمواطنين المتضررين، والذي كان موضوع تعليمات ملكية سامية.

وتطرق الاجتماع إلى الآليات الكفيلة بالتنزيل المثالي لهذا البرنامج الاستعجالي، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، وتنفيذا للتدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، في أقرب الآجال، وبالسرعة والنجاعة اللازمتين.

وشدد رئيس الحكومة، على أن اللجان التقنية تشتغل حاليا في الميدان، لإحصاء المنازل التي انهارت كليا أو بشكل جزئي، وهي أمور ستشكل أرضية مهمة، لتحديد صنف الدعم الذي ستحصل عليه الأسر المعنية، تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية.

وكشف عزيز أخنوش، أن داخل هذه اللجنة البين وزارية، هناك اشتغال وتفكير متواصل للحكومة، حول الآليات التي بوسعها جعل عملية إعادة الإعمار تمر في ظروف جيدة، وتنسجم تطبيقا للإرادة الملكية السامية، مع تراث وخصوصيات كل منطقة، مؤكدا أن تأهيل المناطق المتضررة بشكل عام، سيأخذ بعين الاعتبار تقوية البنيات التحتية، والرفع من جودة الخدمات العمومية.

وكان جلالة الملك نصره الله، قد ترأس يوم الخميس الماضي 14 شتنبر بالرباط، اجتماع عمل خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز. ويقدم البرنامج مساعدة استعجالية بقيمة 30 ألف درهم للأسر المتضررة، ومساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.

وحضر الاجتماع الثالث للجنة البين وزارية، كل من عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية، وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ونادية فتاح وزيرة الاقتصاد والمالية، ونزار بركة وزير التجهيز والماء، وشكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وخالد آيت طالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، وفاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومحمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات،.

وحضر كذلك، فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومحمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والاتصال، وفوزي لقجع الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية. إضافة إلى رضوان عراش الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وسعيد الليث مدير تنمية المجال القروي والمناطق الجبلية بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

أخنوش: مساهمة الموظفين التضامنية في “حساب 126” يمكن أن تكون اختيارية أو تطوعية

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في منشور وجهه للوزراء والوزراء المنتدبون والمندوبان الساميان والمندوب العام بخصوص المساهمة في الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية أن هذه المساهمة التضامنية ستكون اختيارية أو تطوعية.

وأبرز رئيس الحكومة أنه “على إثر الزلزال المؤلم الذي تعرضت له بلادنا والذي خلف خسائر بشرية كبيرة ومادية في العديد من جهات المملكة، وتنفيذا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فقد تم إحداث حساب مرصد لأمور خصوصية يحمل إسم “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية” والذي سيمكن من تلقي المساهمات التطوعية التضامنية للهيئات الخاصة والعمومية والمواطنين لتحمل جميع النفقات المرتبطة بتدبير آثار هذا الزلزال”.

وأضاف عزيز أخنوش: “تجسيدا لروح التضامن التي ما فتئ الشعب المغربي بكل شرائحه يعبر عنها في مناسبات عديدة، ولما أعربت عنه مختلف الفعاليات المهنية والنقابية من تجند للمساهمة في المجهود الوطني التضامني بمناسبة هذا المصاب الجلل، فقد تقرر أن يساهم الوزراء والوزراء المنتدبون والمندوبان الساميان والمندوب العام والمندوب الوزاري، بأجرة شهر تقتطع من الأجرة الصافية من الضريبة على الدخل والاقتطاعات المتعلقة بالتقاعد والتعاضد”.

وأوضح المنشور أنه بالنسبة لموظفي وأعوان الدولة والجماعات الترابية ومستخدمي المؤسسات والمقاولات العمومية، فيمكنهم، بصفة اختيارية وتطوعية، المساهمة بأجرة يوم عمل عن كل شهر على مدى ثلاثة أشهر تقتطع من الأجرة الصافية من الضريبة على الدخل والاقتطاعات المتعلقة بالتقاعد والتعاضد (أجرة يوم عمل عن كل من أشهر شتنبر وأكتوبر ونونبر).

وأشار إلى أن هاته المبادرات التضامنية، إضافة إلى مجهودات الدولة وباقي مكونات المجتمع المدني، ستساهم في التخفيف من الأضرار التي لحقت عدة مناطق بالمغرب.

وتابع رئيس الحكومة : “سيتم تفعيل هذا الإجراء، بناء على استمارة بمثابة ترخيص، مخصصة لهذا الغرض، يتم توقيعها من طرف الموظف أو العون أو المستخدم، على النحو التالي: بالنسبة للموظفين والأعوان الذين تتولى مديرية نفقات الموظفين التابعة للخزينة العامة للمملكة أداء أجورهم، ستباشر اقتطاعات هذه المساهمات التضامنية والتطوعية من الأجور من طرف المديرية المذكورة؛ فيما يتعلق بموظفي وأعوان الجماعات الترابية، وبمبادرة من رؤساء هذه الجماعات أو الآمرين بالصرف بها، سيتكلف القباض التابعون للخزينة العامة للمملكة بالقيام بعملية اقتطاع هذه المساهمات التضامنية والتطوعية من الأجور”.

أما فيما يخص مستخدمي المؤسسات والمقاولات العمومية، أكد منشور رئيس الحكومة، أن المصالح المكلفة بأداء الأجور في هذه الهيئات، ستتولى عملية اقتطاع هذه المساهمات التضامنية والتطوعية من الأجور، مشددا على أن هذه المساهمات ستُحوّل إلى الحساب رقم 126 المفتوح لهذا الغرض بجميع فروع بنك المغرب.

ودعا رئيس الحكومة المعنيين بالأمر إلى “إعطاء التعليمات للمصالح التابعة لكم وللمؤسسات والمقاولات العمومية الخاضعة لوصايتكم للعمل على إنجاز هذه العملية في أحسن الظروف. مهيبا بوزير الداخلية العمل على تمديد مقتضيات هذا المنشور على موظفي وأعوان الجماعات الترابية والهيئات والمجموعات التابعة لها”.