قادت زيارة ميدانية وتفقدية رئيس الحكومة عزيز أخنوش مرفوقا بوفد وزاري، إلى كل من أقاليم الراشيدية وورززات وزاكورة وتنغير، للاطلاع على تقدم تنزيل عدة مشاريع تنموية بجهة درعة تافيلالت، وإعطاء انطلاق مجموعة أخرى. وتجسد هذه الزيارة الالتزام الحكومي بدعم سياسة اللاتمركز، وتكريسها كخيار استراتيجي، تفعيلا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
وشكّلت الزيارة التي استمرت من 15 إلى 17 يونيو 2023، فرصة لتقديم الموارد البشرية والطبيعية التي تزخر بها جهة درعة تافيلالت، التي تؤهلها لاحتضان مشاريع صناعية مهمة قادرة على تثمين الموارد الطبيعية والبشرية، وخلق الثروة وكذا توطين القيمة المضافة.
أرفود..مستشفى واتفاقيات في الصحة والتعليم
انطلاقة الزيارة الميدانية، لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بدأت بزيارة ميدانية لعدد من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية بإقليم الرشيدية، للوقوف على تقدم مجموعة من المشاريع التنموية والاجتماعية بالإقليم، وتدشين مستشفى للقرب بأرفود، وكذا الإشراف على توقيع مجموعة من الاتفاقيات المتعلقة بمجالي التعليم والصحة.
وتأتي هذه الزيارة كترجمة لسياسة القرب ودعم سياسة اللاتمركز، وتعد فرصة للوقوف على المشاريع التنموية التي تعرفها جهة درعة تافيلالت، ولوضع آلية للتواصل ما بين المركز والجهات بشأن انتظارات المواطنين، انسجاما مع الإرادة الملكية السامية.
عزيز أخنوش أكد، بهذه المناسبة، أن “الحكومة، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، ومضامين البرنامج الحكومي، تهدف إلى توطيد الجهوية كخيار دستوري وديمقراطي، وبديل تنموي يساهم في الحد من التفاوتات المجالية والاجتماعية”.
وشملت زيارة رئيس الحكومة لإقليم الرشيدية توقيع اتفاقيات تتعلق بإحداث وتجهيز مركز استشفائي جامعي بسعة 500 سرير بتكلفة إجمالية تقدر بـ2 مليار درهم. كما يتعلق الأمر باتفاقيات لإحداث وتجهيز كلية للطب والصيدلة بالإقليم بتكلفة قدرها 445 مليون درهم، وذلك من أجل تعزيز عدد المقاعد البيداغوجية بحوالي 4500 مقعد، من أجل تكوين طبي بمعايير دولية.
إثر ذلك، زار رئيس الحكومة مستوصف الزرقطوني في الرشيدية، وافتتح مستشفى للقرب بأرفود، والذي “يندرج في إطار مخطط الحكومة الرامي إلى تجويد وتوسيع العرض الصحي، تماشيا مع الاستراتيجية الحكومية المتكاملة، الهادفة إلى إحداث إصلاح جذري في المنظومة الصحية الوطنية، ترسيخا لأسس الدولة الاجتماعية”.
وعلى صعيد القطاع الفلاحي، وبجماعة أوفوس، اطلع رئيس الحكومة على تقدم المخطط الجهوي الفلاحي، وبرنامج مكافحة الحرائق وإعادة تأهيل الواحات في جهة درعة تافيلالت، وكذا على عرض برنامج تنمية المناطق الجبلية بالجهة، ومخطط لحماية “الخطارات” التي تعد نظاما فريدا للتدبير العقلاني للموارد المائية في المملكة، فضلا عن إعطاء انطلاقة أشغال توسيع وتقوية المحور الطرقي الرشيدية – الريصاني.
كما زار أخنوش، حاضنة المقاولين الشباب “النجاح” في الرشيدية، ”مُكرسا دعم الحكومة لريادة الأعمال والحس المقاولاتي لدى الشباب من حاملي المشاريع “.
ورزازات..تأهيل مواقع سياحية وتثمين القصبات
وفي ثاني محطات الزيارة الميدانية لجهة درعة تافيلالت، قام رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بتفقد عدد من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والتوقيع على اتفاقيات ذات بعد تنموي بإقليم ورزازات، وذلك في سياق مواكبة جهود التنمية بالجهة، انسجاما مع إرادة جلالة الملك نصره الله.
وفي إطار العناية الكبيرة التي توليها الحكومة لقطاع الصحة، من خلال إصلاح المنظومة الصحية الوطنية بشكل جذري، والرفع من خدمات القرب المقدمة للمواطنين، لمواكبة إنجاح ورش تعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة، أشرف عزيز أخنوش بورزازات، على زيارة المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين، الذي استفاد من أشغال التوسيع وإعادة التأهيل بقيمة تناهز 123 مليون درهم، شملت على الخصوص افتتاح قاعة جديدة للعمليات وخدمة للإنعاش. بعد ذلك وقف على تقديم مشروع إحداث مستشفى متعدد التخصصات في الإقليم.
وأمام أنظار رئيس الحكومة، تم التوقيع على اتفاقيات جهوية متعلقة بتنمية سياحة الجبال والواحات بإقليم ورزازات بقيمة إجمالية تقدر بـ 283 مليون درهم. فقد جرى عرض مشاريع البرنامج الاستعجالي 2023-2024 لتنمية سياحة الجبال والواحات بإقليم ورزازات، والبالغة تكلفته 102 مليون درهم، وتهم هذه المشاريع تأهيل المواقع السياحية ذات الصيت العالمي (الشطر الأول)، وتهيئة المحطات البانوراماتية بالواحات، وتثمين القصور والقصبات والمدار السينمائي، وخلق فضاءات لتثمين النيازك والديناصورات.
ومع الانتهاء من تنفيذ هذه المشاريع، سيجري إطلاق مشاريع البرنامج التكميلي 2025-2027، بقيمة تقدر بـ 181 مليون درهم. وتتعلق بتأهيل المواقع السياحية ذات الصيت العالمي (الشطر الثاني)، وخلق مدارات للسياحة الرياضة بالواحات، وتثمين الصناعة التقليدية ومدار السياحة الجيولوجية والمعدنية.
وجرى بحضور عزيز أخنوش، عرض برامج تتعلق بتنشيط العروض السياحية في ورزازات، وعرض وتثمين السياحة بقصبة تاوريرت، ودعم صناعة الزرابي التقليدية في تازناخت، إضافة إلى برنامج المدينة المتعلق بالصناعة السينمائية.
واستحضارا للتوجيهات الملكية السامية، أشرف رئيس الحكومة على توقيع اتفاقيات لإنجاز مشاريع في مجال التعليم العالي والابتكار، من بينها اتفاقية شراكة خاصة بتنفيذ المشروع المتعلق بتطوير القطب الجامعي بمدينة ورزازات، ويندرج هذا المشروع في إطار تجويد مستوى التعليم العالي بالجهة، وتحسين مؤشرات الولوج إلى المؤسسات الجامعية.
وتم أيضا التوقيع على اتفاقية شراكة بشأن تنفيذ المشروع المتعلق بتطوير القطب الجامعي بمدينة ورزازات في شطره الأول، المتعلق ببناء وتجهيز المدرسة العليا للتكنولوجيا بكلفة تقدر بـ 70 مليون درهم. وفي نفس السياق، قام السيد عزيز أخنوش بزيارة المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية في ورزازات.
زاكورة..إحداث مصحة وإنجاز سدود صغيرة
مواصلاً زيارته لأقاليم جهة درعة تافيلالت، حلَّ رئيس الحكومة، عزيز أخنوش كذلك بإقليم زاكورة، في زيارة ميدانية قام خلالها بالوقوف على مجموعة من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والفلاحية، التي أطلقتها الحكومة بهذه الجهة، وكذا الوقوف على مدى تنزيلها بهدف تسريع وتيرتها.
وتفقد رئيس الحكومة، مشروع توسيع وتأهيل وتجهيز المستشفى الإقليمي لزاكورة، الذي رصد له غلاف مالي قدره 45 مليون درهم. والذي سيمكن من تحسين ظروف الاستقبال والاستشفاء بفضل منطقة الاستقبالات والإرشادات، والرفع من عدد العمليات الجراحية الكبيرة التي يتم إجراؤها بالمستشفى بنسبة 25٪ بعد 8 أشهر وبنسبة 35٪ بعد عام. كما جرى إطلاع عزيز أخنوش على المشاريع التي توجد في طور الإنجاز منها توسيع مركز لغسيل الكلي، ومشروع إحداث مصحة خاصة متعددة التخصصات في المدينة في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما كانت الزيارة مناسبة لتقديم والوقوف على إنجاز 5 مشاريع تتعلق بسدود صغيرة وبحيرات تلية، خصص لها أزيد من 200 مليون درهم، والوقوف على تطور إنجاز سد أكدز الذي اكتملت أشغاله.
وتم كذلك تقديم عرض على مدى إنجاز مشاريع للتزود بالماء الشروب بأقاليم الجهة المبرمجة، ضمن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020- 2027 بكلفة تفوق 82 مليون درهم.
واطلع رئيس الحكومة، على أبرز محاور المخطط الجهوي للفلاحة في إطار “الجيل الأخضر”، وعلى مخطط التنمية المائية الفلاحية في زاكورة، علاوة على مشروع غرس أشجار النخيل بهدف تكثيف الزراعة وتنميتها والتغطية الصحية للفلاحين بالجهة وتثمين الفلاحة.
وبهذه المناسبة، شدد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على أهمية المشاريع التي باشرتها القطاعات الحكومية بإقليم زاكورة وعموم جهة درعة تافيلالت، باعتبارها تدخل في إطار البرنامج الحكومي الرامي إلى ترسيخ أسس الدولة الاجتماعية وتعزيز سياسة اللاتمركز، مشيرا إلى أن الحكومة تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية بشأن اللاتمركز ماضية في ترسيخ الجهوية المتقدمة بوصفها ورشا مهيكلا واستراتيجيا.
تنغير..التزود بالماء الشروب وبناء مستشفى إقليمي
في ختام الزيارة الميدانية التي قادت رئيس الحكومة إلى جهة درعة تافيلالت، تفقد عزيز أخنوش، مجموعة من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية بإقليم تنغير.
وقُدمت لرئيس الحكومة، مختلف الشروحات حول مشاريع التزويد بالماء الصالح للشرب لمجموعة من المراكز والدواوير بالإقليم ومدى تقدم تنزيلها، إضافة إلى مشاريع إنجاز سدود صغيرة وبحيرات تلية، رصد لها غلاف مالي إجمالي يصل إلى 627 مليون درهم.
كما كانت الزيارة فرصة للوقوف على تقدم أشغال توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 12، الرابطة بين مدينتي تنغير وميدلت.
ولفت البلاغ إلى أنه، ارتباطا بقطاع الصحة والحماية الاجتماعية، توقف رئيس الحكومة على تقدم مشاريع تهم القطاع على مستوى إقليم تنغير.
وفي هذا الإطار قام أخنوش، بزيارة ميدانية لورش بناء المستشفى الإقليمي بتنغير وتوقف على مدى تقدم أشغاله، حيث خصص له غلاف مالي يصل إلى 240 مليون درهم.
كما عرضت أمام أنظاره، مجموعة من المشاريع الصحية، تهم تهيئة مستشفى بومالن دادس، بغلاف مالي يصل إلى 65 مليون درهم، إضافة إلى تأهيل 21 مركزا صحيا بتكلفة إجمالية تناهر 44.7 مليون درهم، وتأهيل وإعادة بناء 9 مراكز صحية قروية بتكلفة تصل إلى 22.4 مليون درهم، وبناء مركز صحي من المستوى الأول بأفانور، وتجهيز مستشفى قلعة مكونة بجهاز سكانير، واقتناء المعدات الصحية لمركز “ألنيف” لغسيل الكلي.
وعلى مستوى قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قدم أمام أنظار رئيس الحكومة إنجاز 40 مشروعا يهم القطاع، بتكلفة إجمالية تصل إلى 143.76 مليون درهم.
وتتعلق هذه المشاريع ببناء 116 حجرة دراسية للتعليم الأولي (29.72 مليون درهم)، وتوسيع المؤسسات التعليمية بـ 68 حجرة دراسية (15.78 مليون درهم)، وتأهيل 40 مؤسسة ابتدائية و11 ثانوية وإعدادية و9 ثانويات تأهيلية، وبناء المرافق الصحية بـ 75 مؤسسة تعليمية، وبناء الأسوار بـ 107 مؤسسة تعليمية (25.3 مليون درهم).
وعلى صعيد القطاع الفلاحي، وقف رئيس الحكومة على مدى تقدم تنزيل المخطط الجهوي للفلاحة بإقليم تنغير، وكذا برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي، بالإقليم لسنة 2022، الذي خصصت له اعتمادات مالية تصل إلى 179.5 مليون درهم، إضافة إلى برنامج عمل سنة 2023، الذي يتضمن إنجاز ما يناهز 140 كيلومتر من الطرق والمسالك والمنشآت الفنية، بتكلفة تقدر بـ 304.1 مليون درهم، ما سيمكن من فك العزلة عن 20.000 نسمة.
كما عرضت على أنظار رئيس الحكومة مجموعة من المشاريع المرتبطة بالقطاع السياحي، حيث اطلع على برنامج تنمية سياحة الجبال والواحات بإقليم تنغير، الذي يتضمن برنامجين، الأول استعجالي 2023-2024، خصصت له اعتمادات مالية تصل إلى 103 مليون درهم، ويهدف إلى التثمين السياحي لمضايق تودغى، وتطوير المنصات البانورامية بمجموعة من المواقع السياحية بالإقليم، إضافة إلى تثمين وإعادة تأهيل الإيواء السياحي، والبرنامج الثاني تكميلي 2025-2027، بغلاف مالي يصل إلى 107 مليون درهم، يهم التثمين السياحي وخلق أنشطة سياحية مدرة للدخل، وإحداث مراكز للعرض، وخلق منصات للطيران الشراعي والمناطيد الهوائية.
وفي ختام زيارته لمختلف أقاليم جهة درعة تافيلالت، عقد رئيس الحكومة اجتماعا مع أعضاء مجلس جهة درعة تافيلالت، استمع خلاله لمختلف المقاربات والتصورات والإكراهات المقدمة من طرف المنتخبين.
كما تم الاتفاق خلال الاجتماع على خلق جسور دائمة للتواصل بين الحكومة والجهة، من أجل أخذ حاجياتها وتطلعاتها بعين الاعتبار في مختلف البرامج التنموية.
وخلال هذا الاجتماع ، أكد رئيس الحكومة أن المشاريع التنموية، التي تم إطلاقها على مستوى مختلف أقاليم الجهة، تهدف إلى “التنزيل الترابي لمختلف الإستراتيجيات القطاعية” التي سبق ووقعت عليها الحكومة، كما تروم التكريس الفعلي لورش “الدولة الاجتماعية”، والمساهمة في بناء مغرب التقدم والكرامة كما يريده جلالة الملك، مشددا في ذات السياق على أنه سيتم الحرص على تسريع تنزيل مختلف الأوراش في الآجال المحددة.
جدير بالذكر أن زيارة رئيس الحكومة عزيز أخنوش لجهة درعة تافيلالت كانت على رأس وفد وزاري، يضم كلا من وزير التجهيز والماء، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبحضور والي جهة درعة تافيلالت، ورئيس مجلس الجهة، تأتي انسجاما مع توجيهات جلالة الملك، ومضامين البرنامج الحكومي، الرامية لتكريس الجهوية كخيار تنموي، والمساهمة في الحد من التفاوتات المجالية والاجتماعية. كما تندرج في إطار سياسة الحكومة الهادفة إلى تعزيز سياسة القرب مع المواطنين، كأحد مرتكزات التوجه التنموي لبلادنا، الذي يرتكز على المساهمة الفعلية للجهات وللجماعات الترابية في خلق التنمية المندمجة.