بعد 10 أيام من الزلزال الذي ضرب بلادنا، تعبأت جميع المجهودات والإمكانيات من أجل استئناف الدراسة يوم الإثنين 18 شتنبر بعدد من جماعات وقرى المناطق المتضررة من “زلزال الحوز”، إما في مؤسسات مستقبلة حيث تم تحويل التلميذات والتلاميذ إليها أو باعتماد مخيمات دراسية ميدانية تم تجهيزها بجميع التجهيزات التربوية اللازمة.
استأنف تلاميذ المؤسسات التعليمية في جميع الأقاليم التي ضربها زلزال الحوز دراستهم، سواء قرب مكان إقامتهم أو في الجماعات المحيطة، مما يجعل العودة إلى أقسامهم وسيلة لتجاوز تأثيرات هذه الكارثة.
ويرى هؤلاء التلاميذ أن إنجاح عملية التمدرس ليس فقط مشروعا شخصيا، بل وسيلة لتكريم ذويهم الذين يتقاسموا معهم أحلامهم وطموحاتهم.
وبعد تضرر المؤسسات المدرسية بجماعة آسني بسبب الزلزال المدمر الذي عرفته المنطقة، تم نصب خيم بمثابة حجرات للدرس بملاعب القرب بآسني، حتى يتابع التلاميذ دراستهم في أفضل الظروف.
وأكد محمد آيت عبو، مدير الثانوية الإعدادية الأطلس الكبير بآسني. أنه تم تخصيص 32 خيمة لهذا الغرض، 16 منها خاصة بالثانوي الإعدادي و16 بالنسبة للثانوي التأهيلي، حيث ستستقبل 2082 تلميذ وتلميذة.
وأبرز لموقع “الحكومة المغربية”، أن الجميع تمكن من الالتحاق تلاميذ وأساتذة وإداريين، وتابع: “مجندون وراء صاحب الجلالة، ومستعدون لأن نقف إلى جانب التلاميذ والتلميذات والتخفيف من حدة الصدمة جراء الزلزال”.
علاوة على ذلك، تم استقبال وإيواء عدد من التلاميذ في ظروف جيدة بمعهد القاضي عياض للتعليم العتيق بمراكش، حيث يضم غرفا داخلية بسعة 4 أسرة، بالإضافة إلى حجرات دراسية. وسيستفيد التلاميذ إضافة إلى ذلك من الدعم النفسي والتربوي على يد أطر أكفاء، حتى يتجاوزوا تداعيات الهزة الأرضية ووقعها على نفوسهم.
وقال مولاي الصديقي فلاح، مدير الثانوية اللإعدادية إيغيل، “انتقلنا لمعهد القاضي العياض، وتمت عملية التحويل بسلاسة كما كان التلاميذ متحمسين للانتقال هم وآباءهم. كما ستفادوا من الإيواء والتغذية”.
إيمان الشكوري، إطار دعم اجتماعي، أكدت أنها إلى جانب باقي الأطر تقوم بورشات الدعم لفائدة التلاميذ كالألعاب وجلسات فردية وجماعية، نحاول مدهم بالأمان ودعمهم نفسيا ونعيش معهم كأسرة ليتقبلوا الوضع ويتأقلموا ويستمروا في الحياة وتكون لهم أمل ودفعا نحو الأمام.
وبعد الأضرار التي عرفتها مدرسة مارية القبطية بأمزميز، المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المنطقة، أفاد عبد الكريم الصوفي، مدير المدرسة، أن التلاميذ المنتمين إليها قد استأنفوا دراستهم الإثنين، بعد أن تم نصب خيم نموذجية بعدد أقسام المدرسة.
وأبرز المتحدث لموقع “الحكومة المغربية”، أن نسبة الالتحاق قاربت باليوم الأول 80 في المائة، بينما بلغت 90 في المائة باليوم الثاني.
وأوردت فاطمة رسام، إطار تربوي بالمؤسسة، أنها تشتغل إلى جانب باقي زملائها على الجانب النفسي للتلاميذ في محاولة لإخراج المتعلمين من واقع الخيام، والعمل على نسيان هلع ليلة الزلزال.