أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن قناعة الحكومة كانت على الدوام، أن كل قطاع اقتصادي لا يعتمد نجاحه فقط على البنيات التحتية أو الخطط الاستراتيجية، بل يرتهن أساسا وقبل كل شيء بالاستثمار في العنصر البشري، الذي يُعد منطلق ومنتهى التنمية الحقيقية ومحركها الأساسي، خاصة في قطاع حيوي كالسياحة، الذي يمثل نافذتنا للعالم ومرآة هويتنا.
وأبرز أخنوش خلال عرض قدمه بجلسة عمومية بالبرلمان، الاثنين 27 يناير، حول موضوع “التوجهات الكبرى للسياسة السياحية بالمغرب”، أن الحكومة جعلت من تنمية الكفاءات البشرية محورا أساسيا في خارطة الطريق الاستراتيجية للسياحة، بهدف تكوين جيل جديد من المهنيين القادرين على النهوض بالقطاع إلى آفاق جديدة، حيث تم إطلاق برنامج طموح في يوليوز 2024 يعتمد على المصادقة على الخبرات المكتسبة للعاملين في القطاع السياحي.
وأفاد أن الحكومة تتطلع إلى أن يستفيد منه أكثر من 7.500 شخصا خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2026، مما سيسهم في تعزيز الاحترافية والارتقاء بجودة الخدمات السياحية.
وأبرز أخنوش أن الحكومة أولت عناية خاصة للتكوين، إدراكا منها لدوره كرافعة أساسية لتطوير الكفاءات، حيث أطلقت برامج مبتكرة مثل برنامج “أفق التميز”، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل 12 مؤسسة للتكوين المهني الفندقي وفقا لمعايير دولية، في إطار شراكة نموذجية بين القطاعين العام والخاص. كما أطلقت الحكومة برنامجا مخصصا لتأهيل أطر التسيير المتوسطة، يستهدف تكوين 9.000 تقنيا متخصصا بمستويات عالية، وبرنامج التكوين المستمر من أجل التميز، الذي سيوفر فرص تدريب متميزة لأكثر من 8.000 مستفيد.
وأبرز رئيس الحكومة، أنه بفضل مختلف الجهود المتواصلة التي بذلتها الحكومة من خلال مجموعة من التدابير والإجراءات المدروسة، تمكن قطاع السياحة ولله الحمد من استعادة نشاطه وتسجيل تحولات إيجابية كبيرة.
وأعرب رئيس الحكومة عن فخره بتسجيل بلادنا إنجازا كبيرا وغير مسبوق، من خلال استقبال 17.4 مليون سائح خلال سنة 2024، محققا بذلك الهدف الطموح لأفق 2026، قبل موعده المحدد بسنتين. معتبرا أن هذه الانتعاشة التي عرفها قطاع السياحة سنة 2024 بزيادة نسبتها 20% مقارنة بسنة 2023 همت السياح الأجانب الوافدين بارتفاع نسبته 23% وكذلك المغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 17%.
وأفاد رئيس الحكومة، أن بلادنا تمكنت في 2024 لوحدها من استقطاب 3 ملايين سائح إضافي مقارنة بسنة 2023، في مقابل 3.2 مليون سائح إضافي في الفترة الممتدة ما بين 2010 و2019 بأكملها. علما أن النتائج المحققة سنة 2024 تتجاوز أرقام سنة 2019 بنسبة 35 %، مما يبرز فعالية خارطة الطريق السياحية، ويجعل من بلادنا أول وجهة سياحية في إفريقيا، وهذا مصدر فخر لنا جميعا.
ومن جهة أخرى، أبرز رئيس الحكومة أن مختلف السياسات الحكومية أسهمت في تكاملها في ضمان استدامة الانتعاش السياحي بوتيرة ثابتة، أدت إلى تحسين ملموس في المؤشرات الأساسية للقطاع. حيث ساهم قطاع السياحة في عام 2023، في إحداث 25 ألف منصب شغل جديد، مسجلا ارتفاعا ملحوظا بنسبة ٪25، مقارنة مع الهدف المحدد في خارطة الطريق.