قبل عام، انطلق العمل بنظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض ببلادنا، بالنسبة للأشخاص غير القادرين على تحمل واجبات الاشتراك المعروف بـ “AMO تضامن”، والذي مكن ملايين الأسر المغربية في وضعية هشاشة من الاستفادة من التغطية الصحية الشاملة.
ومن ضمن المستفيدين من “AMO تضامن”، الطفلة فاطمة الزهراء، المصابة بسرطان الدم، التي تمكنت من الاستفادة من العلاج والدواء وكذا الاستفادة من التعويض عن المرض. كما تستعد للسفر صوب أحد المستشفيات الإيطالية من أجل إجراء عملية زرع النخاع الشوكي.
قبل استفادة الأسرة من “AMO تضامن”، حكى محمد أب الطفلة فاطمة الزهراء، لموقع “الحكومة المغربية” عن معاناته من صعوبة الولوج للعلاج وتكاليفه الباهضة، إلى حين أصبح العلاج ممكنا بفضل المشروع الملكي للحماية الاجتماعية.
يعود والد الطفلة بذاكرته إلى الوراء ليقول: “ابنتي مريضة بسرطان الدم، عانينا جدا بسبب الأدوية باهضة الثمن، كان علي اقتناء أحدها بمبلغ 3500 درهما شهريا، الأمر الذي أثر على نفسيتي جدا واضطرني إلى الاستدانة وبيع أثاث البيت”. واستطرد: “منذ اعتماد “AMO تضامن”، استفادت ابنتي من فرصة جديدة للاستشفاء والعلاج”.
وتابع محمد متحدثا لموقع “الحكومة المغربية”، “قبل انتهاء العمل بـ “راميد”، طلبوا مني التسجيل في السجل الاجتماعي الموحد، وبعدها قمت بوضع ملفي لدى “الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”، حيث تم قبول الملف”، وأوضح ” لا أقدم أي اشتراك مالي، الدولة تتكلف نيابة عني، وأستفيد أنا وأبنائي من جميع الخدمات المقدمة”.
ويشمل نظام AMO تضامن، الأشخاص المستفيدين من نظام المساعدة الطبية “راميد”، وذوي حقوقهم، شريطة ألا يكونوا مستفيدين بصفة شخصية من نظام آخر للتأمين الصحي الإجباري.
وتتحمل الدولة في هذا النظام مصاريف اشتراك هذه الفئة في التأمين الإجباري الأساسي عن المرض (AMO)، ما دامت في حاجة.
بالنسبة للطفلة فاطمة الزهراء، البالغة من العمر 12 سنة، والموهوبة في الرسم، فهي تتابع علاجها في المستشفى، وحين تتحسن حالتها الصحية تتوجه لمدرستها.
إلا أنه وبعد سنتين من حصص الكيماوي، أكد أطباء فاطمة الزهراء أن العلاج النهائي لحالتها سيكون عبر زرع النخاع الشوكي. وعدم تطابق متبرع مع خلايا الطفلة دفعها إلى البحث عن متبرع في الخارج وبالضبط في إيطاليا.
يقول والد فاطمة الزهراء مستبشرا: “لم أكن أعلم أن “AMO تضامن” يمكنه المساعدة في التكفل بمصاريف العملية، استقبلوني وطلبوا وثائق الملف، وسيغطون مبلغ العملية البالغ 239 مليون سنتيم، وننتظر حاليا الحصول على تأشيرات السفر (الفيزا)”.
وختم والد الطفلة التي تنتظر حلا نهائيا لمرضها بالتأكيد على أن “AMO تضامن” خطوة مهمة جدا ببلادنا، وورش ملكي في مستوى عالٍ، لا يجب أن يغفل المغاربة عنه، وتابع: “يجب أن نشترك فيه وأن نعرف قيمه الحقيقية”.