بالهتافات والكثير من الترقب، استقبل المسؤولون والمهندسون والكفاءات المغربية الواقفة وراء إنشاء الطريق السيار المائي، وصول الأمتار المكعبة الأولى القادمة من مياه سد المنع بحَوْض “سبو” إلى سد سيدي محمد بن عبد الله بحوض “أبي رقراق”، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية المتعلقة بمشروع الربط المائي البيني للأحواض المائية.
10 أشهر كانت كافية لمد القنوات الفولاذية العملاقة التي يفوق قطرها 3 أمتار، على امتداد المسافة بين الحوضين متجاوزة 66 مترا، علاوة على إنشاء محطتين للضخ، قبل أن يتم إطلاق المياه، الاثنين 28 غشت 2023، بصبيب تقدر قوته بـ 6 أمتار مكعبة في الثانية كمرحلة أولى لتصل لاحقا إلى 15 مترا مكعبا في الثانية.
ورش ملكي
ويأتي هذا المشروع الضخم انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الواردة بالخطاب الملكي لـ14 أكتوبر 2022 بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشر، حول الربط المائي البيني للأحواض المائية.
صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد خلال الخطاب: “وكيفما كان حجم التساقطات، خلال السنوات المقبلة، فإننا حريصون على تسريع إنجاز المشاريع، التي يتضمنها هذا البرنامج، في كل جهات ومناطق المملكة”.
وتابع صاحب الجلالة: “نخص بالذكر، استكمال بناء السدود المبرمجة، وشبكات الربط المائي البيني، ومحطات تحلية مياه البحر، بالإضافة إلى تعزيز التوجه الهادف للاقتصاد في استخدام الماء، لاسيما في مجال الري”.
الأول من نوعه
هذا المشروع الأول من نوعه في بلادنا، يضمن تزويد 12 مليون مغربي بالماء الشروب وتوفير مياه السقي على مستوى القنيطرة والرباط والدار البيضاء بالإضافة إلى تخفيف الضغط على سد المسيرة على طول 66.7 كيلومتر من القنوات، بحجم مائي إجمالي يتراوح بين 350 و470 مليون متر مكعب في السنة خلال المرحلة الاستعجالية.
رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي قادته زيارة ميدانية صوب المشروع، أكد أن ربط الحوضين المائيين “سبو” وأبي رقراق” واحد من الأوراش الكبرى للملك محمد السادس.
وأكد رئيس الحكومة، ضمن تصريحات للوسائل الإعلام الوطنية، أن تحويل المياه من “سبو” إلى “أبي رقراق”، ستعود بفائدة عظيمة على الدار البيضاء والرباط على الخصوص، ذلك أن المياه التي كانت تصب نحو المحيط الأطلسي، سيتم استغلالها وإعادة توجيهها زهاء 70 كيلومترا لتصب في حوض “أبي رقراق”، الأمر الذي سيخلق نوعا من التوازن في توزيع المياه.
وأورد أخنوش، أنه بفضل تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمجهودات التي قامت بها الحكومة، وتظافر جهود عدد من الوزارات والعمل الدؤوب لجملة من الشركات المغربية، تم إنجاز المشروع الذي يتطلب 3 سنوات في مدة لم تتجاوز 10 أشهر ولا يزال العمل مستمرا، متوقعا أن يرتفع الصبيب إلى مليون متر مكعب يوميا صوب حوض أبي رقراق أكتوبر المقبل.
ووصف رئيس الحكومة المشروع بكونه “مهيكلا وأُنجز في ظروف محكمة وصعبة”، وتابع “بفضل تفاعل الجميع تم تنزيل هذا الورش الملكي على أرض الواقع، حيث تعرف بلادنا حركية وعملا جديا ودؤوبا”.
كفاءات مغربية
في هذا الصدد أكد حمو بن سعدوت، المدير العام لهندسة المياه بوزارة التجهيز والماء، أن هذه الأخيرة ومباشرة بعد خطاب الجلالة الملك، بادرت بتنسيق مع جميع القطاعات المتدخلة إلى إطلاق أشغال الشطر الاستعجالي لربط حوض “سبو” بحوض “أبي رقراق”، والذي وصلت كُلفته الإجمالية إلى 6 ملايير درهم، والهادف إلى تحويل فائض الماء الذي يصب في المحيط الأطلسي دون أن يتم الاستفادة منه، إلى سد سيدي محمد بن عبد الله بحوض “أبي رقراق” من أجل تأمين تزويد الشريط الساحلي بالماء الصالح للشرب.
وأورد المسؤول في وزارة التجهيز والماء، أن سنة 2022 التي كانت الأكثر جفافا في المغرب، عرفت فقدان ما يقارب 500 مليون متر مكعب من المياه على مستوى حوض “سبو” التي ضاعت صوب البحر دون أن يتم الاستفادة منها سواء من أجل الشرب أو الري.
إلى ذلك، أشارت وزارة التجهيز والماء، ضمن بلاغ لها، أن إنجاز هذا المشروع تم بكفاءة وخبرة وطنية من مجموعة من مقاولات ( SGTM،SOMAGEC،STAM-SNCE) ومكتب دراسات(CID) و المختبر العمومي (LPEE). كما تم تكليف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب بتتبع الأشغال.