تحت رئاسة أمير المؤمنين الملك محمد السادس، نصره الله، وتنفيذا لتعليماته السامية، واصلت المؤسسة العلمية واجبها في خدمة الدين داخل ثوابت الأمة، وتأطيرها للجوانب الأربعة الأساسية، وهي التبليغ والتأهيل والتأطير والتدخل الميداني في أنشطة النفع العام.
في ميدان التبليغ، واصلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العناية بالقرآن الكريم، ولاسيما الحرص على إعادة فتح الكتاتيب القرآنية المستوفية للشروط على الصعيد الوطني، بعد إغلاقها بسبب الجائحة، وكذلك عملت على خدمة الحديث النبوي، بالسهر على البناء العلمي لمنصة محمد السادس للحديث الشريف، تنفيذا لأمر أمير المؤمنين أعزه الله، مع القيام بالمتابعة بعد فتحها للجمهور، علاوة على الوعظ والإرشاد، حيث استمر في الاشتغال به داخل المساجد على العادة ما يزيد عن ثلاثة آلاف من الواعظين والواعظات، بالإضافة إلى إجابة المجالس العلمية المحلية على أسئلة المواطنين والمواطنات.
وفيما يتعلق بالفتوى، واصلت لجنة الفتوى القيام بنشاطها تجاوبا مع الأسئلة المتعلقة بالشأن العام الوطني أو المحلي، ومن النشاط الخاص للجنة الفتوى مواصلة تدبير الأحكام المتعلقة بالجانب الشرعي للمالية التشاركية وذلك بتنسيق بين المجلس العلمي الأعلى وبنك المغرب، إلى جانب الإسهام في الإعلام الديني، وهو نشاط توجيهي وتثقيفي وتهذيبي روحي يحظى بتجاوب واسع، ولاسيما عبر قناة محمد السادس للقرآن الكريم.
ومن المستجدات في باب تأهيل التأطير داخل المساجد، سن نظام محكم لتعيين الأئمة وتنقلهم على أيدي العلماء، وذلك بمراعاة ثلاثة شروط تتمثل في حاجة المساجد، ومراعاة الأوضاع الاجتماعية للأئمة، والحرص على الكفاءة وعلى الالتزام الخلقي في تزكيتهم. كما تم العمل على استئناف جلسات ميثاق العلماء بمضمون مناسب، وذلك بعد التوقف الذي تسببت فيه الجائحة، وقد تم تجهيز المساجد التي يجري بها هذا التأهيل، وعددها أربعة آلاف وخمسمائة، بشاشات للتواصل.
وعملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تحسين مردودية عمل المجالس بوضع وثائق توجيهية منهجية وموضوعاتية، أولها وضع دليل اشتغال المجالس العلمية المحلية، مؤسس على المهام الواردة في الظهير الشريف المؤسس لهذه المجالس، ويتناول التوجيه إلى آليات الاشتغال ومساطر العلاقات مع المحيط، ويتعلّق ثانيها بدليل اشتغال الأئمة المرشدين والمرشدات، ويستند هو أيضا على الظهير الشريف المؤسس، وعلى دليل الإمام الذي سبق نشره، وعلى التجربة التي تمخض عنها عمل المرشدين والمرشدات لمدة سبع عشرة سنة من العمل في الميدان.
ولتسهيل العمل تم تعميم شبكة التواصل الرقمي الآني مع جميع الأطراف المنخرطة في التأطير الديني، انطلاقا من المجلس العلمي الأعلى أو بتنشيط من المجالس العلمية المحلية.
ويتعلق الجانب الأساسي الرابع بالتدخل في مجال النفع العام، ومنه الانخراط في الأنشطة الوطنية والمحلية العلمية والثقافية والاجتماعية، ومواكبة النشاط الذي تقوم به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة داخل المغرب وفي مختلف البلدان الإفريقية، ومواصلة الاشتراك في الأنشطة التي يقوم بها المجلس العلمي المغربي لأوروبا، وكذا جمعيات المساجد المتعاملة معه في مختلف البلدان الأوروبية.