بعد الركود السياحي الذي خلفته جائحة كورونا، أطلقت الحكومة خارطة الطريق الجديدة لقطاع السياحة، بهدف دعم عائدات هذا القطاع باستراتيجية طموحة تعمل على جلب السياح الأجانب من مختلف بقاع العالم والتنويع في المدن السياحية، بالإضافة إلى خلق نشاط سياحي طيلة السنة، مما سيمكن من توفير مناصب شغل حقيقية وتحقيق أرباح مهمة لإنعاش وتشجيع السياحة المغربية.
ويشكل استقبال 17.5 مليون سائح وخلق 80.000 منصب شغل مباشر و120.000 غير مباشر، أهم أهداف خارطة الطريق الجديدة لقطاع السياحة.
وتزامنت مخلفات أزمة كوفيد 19 والخروج منها مع ظرفية دولية صعبة، ولدعم هذا القطاع الذي يُشكل قرابة 20 بالمائة من صادرات المغرب، حضرت الحكومة خارطة طريق طموحة ستعمل بالخصوص على التنويع في المدن والمناطق المستقبلة للسياح، والتنويع في الأسواق بحيث أن 70 بالمائة من السياح يأتون من أوروبا حاليا، والعمل على خلق نشاط سياحي طيلة السنة، ذلك أن عددا كبيرا من السياح يقصون المملكة في الفصول الباردة للاستفادة من الطقس المعتدل في بلادنا.
ولبلوغ هذه الأهداف، سيتم العمل على ستة محاور رئيسية: النقل الجوي والترويج والتسويق الرقمي والاستثمار في التنشيط السياحي والشراكة بين القطاعين العام والخاص للرفع من العرض الفندقي ، وتقوية رأس المال البشري وتعزيز دور المرصد السياحي الوطني.، على أن تعمل الحكومة بين 2023 و2026 على تخصيص 6.1 مليار درهم، لتنفيذ هذه الخريطة والنهوض بقطاع السياحة والعاملين فيه.
وسبق أن ترأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الجمعة 17 مارس 2023 بالرباط، حفل توقيع اتفاقية إطار لتنزيل خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة، بميزانية تصل إلى6.1 مليار درهم خلال الفترة 2023 -2026.
وثمن رئيس الحكومة في كلمة له بالمناسبة، الإنجاز الاستثنائي لقطاع السياحة خلال سنة 2022 رغم السياق العالمي الصعب. وذكر بالتعبئة القوية للحكومة لصالح القطاع، مؤكدا على الخصوص أن البرنامج الاستعجالي، الذي رُصد له 2 مليار درهم، مكن من توفير الدعم لمهنيي السياحة والمحافظة على مناصب الشغل خلال الأزمة.
واستحضر عزيز أخنوش الزخم الاستثنائي الذي تعرفه بلادنا، في إطار الرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مشيرا إلى الإشعاع العالمي الذي شهدته المملكة خلال كأس العالم 2022، وترشيح المغرب إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030.