حرصــت الحكومــة خــلال عامي 2022 و2023 علــى تنفيــذ التعهــدات الــواردة فــي البرنامــج الحكومــي ذات الصلــة بالمغاربــة المقيميــن بالخــارج، حيــث تــم تنفيــذ عــدد مــن البرامــج والمشــاريع الراميــة إلــى النهــوض بأوضاعهـم والدفـاع عـن حقوقهـم ومصالحهـم، سـواء ما تعلق بالجانب الثقافي أو التربوي أو الاجتماعي، أو ما تعلـق بالمواكبـة القانونية لتبسـيط المسـاطر ودراسـة ومعالجة شكايات مغاربة العالم، وكذا تعبئة وتشجيع الاستثمارات والكفــاءات ودعــم الديناميــة المقاولاتيــة وجمعيــات مغاربــة العالــم.
وفـي هـذا الإطار، شـكلت التوجيهـات الملكيـة السـامية لصاحـب الجلالة الملـك نصـره الله، خاصـة تلـك الـواردة فـي الخطـاب الملكـي بمناسـبة الذكـرى 69 لثـورة الملك والشــعب، نقطــة تحــول مهمــة فــي تطويــر السياســة العموميــة الموجهــة للمغاربــة المقيميــن بالخــارج، ومنعطفـا نوعيـا رسـم أهـم المعالـم والمرتكـزات التـي يجـب اعتمادهـا مـن أجـل الارتقاء بتدبيـر شـؤون مغاربة العالـم الذيـن يبلـغ عددهـم حوالـي 6 ملاييـن نسـمة فـي أكثر من 100 بلد حول العالم ويشكلون 18% من مجموع المواطنيـن المغاربـة.
وســاهمت الحكومــة، علــى غــرار كل ســنة، فــي تنظيــم عمليـة عبور “مرحبا” تحت الرعايـة الفعلية لجلالة الملك نصره الله، قصد مواكبة واستقبال المغاربة المقيمين بالخـارج أثنـاء عودتهـم إلـى أرض الوطـن. وقـد شـهدت هــذه العمليــة، فــي الســنوات الأخيرة، زيــادة فــي عــدد المغاربـة العائديـن، حيث وصل عـدد الوافدين في 2023 إلى 3,165,328 شـخص، في ارتفاع بنسـبة 2.73% مقارنة بــسنة 2022 وبنسـبة 3.90% مقارنـة بسـنة 2019 كمـا شهدت عملية مرحبا سنة 2023 خروج 3.001.084 بزيادة بلغـت 4،42% مقارنـة مـع سـنة 2022 وسـاهمت جهـود الحكومـة فـي مجـال العمـل القنصلي والاجتماعي فـي تحسـين الخدمـات المقدمـة للمغاربـة المقيميـن بالخـارج وتيسـير التواصـل معهـم، بالإضافة إلــى تعزيــز مشــاركتهم فــي تنميــة المغــرب. وشــملت هـذه الجهود اسـتكمال رقمنة سـجلات الحالـة المدنية، وتعميــم المنظومــة الإلكترونية لتحديــد المواعيــد، بالإضافة إلـى إطلاق عـدة خدمـات قنصليـة إلكترونيـة.
كمـا تـم تيسـير التواصـل مـع مغاربـة العالـم مـن خـال إحداث مركز الاتصال القنصلي متعدد اللغات، والمنصة الإلكترونية ma.consulat. بالإضافة إلى ذلك، تم تأهيل المراكــز القنصليــة المغربيــة بالخــارج، وتقديــم خدمــات اجتماعيـة متنوعـة لفائـدة المغاربـة المقيميـن بالخـارج، ممــا ســاهم فــي تيســير عودتهــم إلــى الوطــن وتوفيــر ظـروف مواتيـة خـلال تفاعلهم مـع الخدمـات القنصلية.
مــن جهــة أخــرى، عملــت الحكومــة علــى تنفيــذ عــدد مــن البرامـج للنهوض بقضايا وشـؤون المغاربـة المقيمين بالخارج، ضمن محاور استراتيجية أساسية تهم التعزيز الهوياتــي، والمواكبــة الاجتماعيــة، وتعبئــة كفــاءات واســتثمارات مغاربــة العالــم.
فعلــى مســتوى التعزيــز الهوياتــي، تمــت مواكبــة أبنــاء المغاربـة المقيميـن بالخـارج علـى مسـتوى تعلـم اللغـة العربيـة والإلمام بالثقافـة المغربيـة حيـث يسـتفيد من ذلــك حوالــي 70.000 تلميــذ ســنويا. وفــي ذات الســياق، تـم تنظيـم جامعـات ثقافيـة لفائـدة 360 طالبـة وطالـبا مـن شـباب مغاربـة العالـم، إضافـة إلـى تنظيـم برنامـج المقامــات الثقافيــة لفائــدة 1.300 مــن أبنــاء المغاربــة المقيميــن بالخــارج.
كما تم تخصيص 868 منحة جامعية لفائدة الطلبة أبناء الجاليـة المغربيـة المقيمـة بالخـارج، وإطلاق مشـروع إحداث آلية لتعبئـة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج ومواكبة حاملي المشاريع، وكذا اعتماد برنامج لمواكبة المغاربــة المقيميــن ببلجيــكا قصــد إحــداث مشــاريع اسـتثمارية صغـرى ومتوسـطة بالمغرب.
وعلــى مســتوى تعبئــة الكفــاءات، تــم إطلاق مشــروع إحداث آلية لتسهيل تعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخـارج ومواكبـة حاملي المشـاريع. كما حرصت الحكومة على تخليد اليوم الوطني للمغاربة المقيميـن بالخـارج الـذي يصـادف يوم 10 غشـت من كل سنة، وفي سنة 2022 تم تخليده تحت شعار “مساهمة المغاربــة المقيميــن بالخــارج فــي التنميــة المحليــة”، فيمـا تـم تخليـد هـذا اليوم خلال سـنة 2023 تحت شـعار “الشـباب المغاربة بالخـارج: انتظارات وإسـهامات”.