جــاء إقــرار الســنة الأمازيغيــة، عيــدا وطنيــا وعطلــة رســمية مــؤدى عنهــا، مــن طــرف جلالة الملــك محمــد السـادس نصـره الله، تتويجـا للعنايـة الكريمـة التـي مـا فتـئ يوليهـا جلالته للأمازيغيـة، باعتبارها مكونا رئيسـيا للهوية المغربية الأصيلة، والتي انطلق مسار تفعيلها مـع الخطابيـن السـاميين للعـرش فـي 30 يوليـوز سـنة 2001 وأجديـر بتاريـخ 17 أكتوبـر .
وقــد كان هــذان الخطابــان إيذانــا ببدايــة مرحلــة جديــدة فـي مسـار التعاطـي مـع المطالـب الأمازيغيـة، فأنشـئ المعهـد الملكـي للثقافـة الأمازيغيـة الـذي كان من بين أهــم صالحياتــه النهــوض باللغــة الأمازيغيــة لتلعــب الأدوار الجديـدة المنوطة بها وتكون لغة المؤسسـات الرســمية المغربيــة. وبنــاء علــى ذلــك، تــم إدراجهــا فــي التعليــم الإبتدائــي منــذ الدخــول المدرســي لســنة 2004-2003 وفـي الإعلام بالتنصيـص عليهـا فـي دفاتر تحمـلات القطـاع السـمعي البصري منـذ 2006، وصولا إلـى الإعتـراف بها فـي دسـتور 2011 لغـة رسـمية للدولة المغربيــة، مــع مــا يفرضــه ذلــك مــن إجــراءات قانونيــة وتنظيمية، من قبيل إخراج القانون التنظيمي المتعلق بتحديـد مراحـل وكيفيـات إدماجهـا فـي مجـال التعليـم وفــي مجــالات الحيــاة العامــة ذات الأولويــة، والقانــون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربيــة.
وانطلاقا مـن هـذه المرجعيـات، واسـتحضارا لمـا بعـد الاعتراف الرســمي باللغــة الأمازيغيــة، يمكــن الجهــر بـأن عمـل الحكومـة مـن أجـل تفعيـل الطابـع الرسـمي للغــة الأمازيغيــة، ينســجم مــع توجــه الإرادة الملكيــة الراميــة لتعزيــز مبــدأ العدالــة الثقافيــة واللغويــة، مــن خلال تفعيـل رافعة الإدماج في السياسـات العمومية مــن أجــل تنميــة اجتماعيــة ومجاليــة عادلــة، وذلــك فــي إطار الدولة الاجتماعية التي أرادهـا جلالة الملك لبلدنا.
وجــاء البرنامــج الحكومــي متضمنــا التزامــا صريحــا بتفعيــل الطابــع الرســمي لللأمازيغية، ودشــن مرحلــة جديــدة قوامهــا الإجابة عــن المطلــب الرئيســي لــدى عموم المغاربة، من خلال تسريع وتيرة تفعيل الطابع الرســمي للأمازيغيــة أفقيــا وعموديــا، بأجنــدة ورزنامــة مضبوطتين، تتضمن خاصة إحداث صندوق خاص لدعم تفعيــل الطابــع الرســمي للأمازيغيــة وضخــه بميزانيــة تصـل إلـى مليـار درهـم بحلـول سـنة 2025 والتقـدم فـي إدمــاج الأمازيغيــة فــي الإدارة العموميــة.