بالموازاة مع الإصلاحات التي عرفها قطاع التربية الوطنية، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن للحكومة تصورا جديدا لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي بما يستجيب للتحولات الهيكلية التي تعرفها المملكة من أجل رفع هذه التحديات وتحويلها إلى فرص واعدة.
وكشف رئيس الحكومة متحدثا خلال جلسة المساءلة الشهرية حول موضوع ” تطوير وتحديث المنظومة التعليمية”، الاثنين 5 فبراير 2024، أن الحكومة قامت بإعداد رؤية استراتيجية متجددة، من خلال المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.(PACTE ESRI2030)
وأوضح أخنوش، أن الحكومة تسعى من خلال هذا الإصلاح الجامعي الواسع والشامل إلى تحقيق تحوُّل نوعي في الجامعة المغربية، ويهدف إلى إحداث قفزة نوعية في منظومتنا الجامعية وفي مختلف أسلاكها (من الإجازة إلى الدكتوراه)، وبمقاربات بيداغوجية جديدة وفق المعايير الدولية، مما سيعزز من فرص النجاح والرفع من جودة وأداء التعليم الجامعي ببلادنا.
فالغاية من الإصلاح البيداغوجي الجديد، وفق عزيز أخنوش، هو تجاوز الصُّعوبات والإكراهات التي تعاني منها الجامعة المغربية وتقليص معدلات الهدر الجامعي، بالإضافة إلى تمكين الطلبة من المهارات الجديدة للتَّكيف مع مختلف المتغيرات الاجتماعية والاقتصاديةوالتكنولوجية، والتمتع بالمهارات التقنية والسلوكية لولوج سوق الشغل.
وذكَّر رئيس الحكومة، على أن نجاح المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار رهين بتظافر الجهود والتعبئة الجماعية لمختلف الفاعلين في الحقل الجامعي، وهو اتجاه سارت عليه الوزارة المعنية عبر فتح نقاش عمومي موسع في مختلف الجامعات وجهات المملكة دون إغفال الطاقات والكفاءات الوطنية بالخارج من أبناء جاليتنا بالمهجر.
وأفاد أخنوش أن الحكومة تدرك أن أي إصلاح مهما كانت درجة قوته، لا يمكن له النجاح إلا بانخراط الفاعلين في تنزيله، ولذلك “كنا مطالبين جميعا بضرورة إطلاق ورش مراجعة القانون الأساسي الخاص بهيئة الأساتذة الباحثين بالتعليم العالي، وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الشركاء الاجتماعيين بعد 30 سنة من الانتظار بهدف إضفاء الجاذبية على مهنة الأستاذ الباحث وتحفيزه على الانخراط الفعال في المهام والأدوار الجديدة الموكولة للتعليم العالي، ويسعى هذا النظام الأساسي لإرساء سياسة ناجعة لتوظيف جيل جديد من أساتذة التعليم العالي قادر على إنجاز مهام التكوين بحرفية، وتطوير بحث علمي عالي المستوى”.
ومن جهة أخرى حرصت الحكومة على إرساء مسار للتدرج والترقي مبني على أساس معايير الجودة والتميز العلمي، من أجل جعل المهنة أكثر جاذبية وتحفيزا على النجاعة في الأداء لاستقطاب أحسن الكفاءات، بما في ذلك مغاربة العالم.
وأوضح رئيس الحكومة أن هذا النظام الجديد يضع تصورا لمهنة الأستاذية يأخذ بعين الاعتبار كل المستجدات التي طرأت على المنظومة الجامعية لا سيما تطور وتحول المهام البيداغوجية والتأطيرية والتدبيرية الموكولة للأستاذ الباحث على مستوى الغلاف الزمني المخصص للتدريس أو على مستوى النظام الجديد للترقي بالإضافة إلى قيمة التعويضات عن المهام والتأطير الممنوحة للأساتذة الباحثين.
تنزيل منظومة جديدة للتعليم العالي
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلى أن السنة الجامعية 2023 – 2024 شكلت بداية الانطلاق الفعلي لتنزيل المنظومة الجديدة للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. حيث دأبت الحكومة على تفعيل مجموعة من الأوراش التي تتعلق بإرساء نموذج بيداغوجي جديد والنهوض بالبحث العلمي والابتكار وتعزيز منظومة الحكامة في تدبير القطاع.
وأوضح رئيس الحكومة، أنه خلال هذه السنة، أطلقت الوزارة 58 مسلكا جديدا، لها ارتباط مباشر مع مختلف المستجدات التي تعيشها بلادنا، وتأخذ بعين الاعتبار أولويات التنمية المحلية والجهوية وتدبير المجالات الترابية.
وكشف أخنوش أن عدد الطلبة الجُدد بلغ ما مجموعه 344.000 طالبة وطالب خلال السنة الجامعية 2023-2024 بزيادة إجمالية تقدر بـ 6.7 % مقارنة مع فترة 2022-2023، مع تسجيل استحواذ الجامعة العمومية على أزيد من 314.000 من التسجيلات الجديدة بنسبة 91 % من الطلبة الجدد في الجامعات بمختلف أنواعها، علما أن أزيد من 257.000 هم من الطلبة المسجلين في الكليات والمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح مقابل 57.000 مسجلين في كليات ومعاهد الاستقطاب المحدود، علاوة على تطوير وتنويع مسالك التكوين بسلك الإجازة، ليصل مجموع المسالك المعتمدة إلى 1.037 مسلكا خلال هذا الموسم مقابل 570 مسلكا خلال الموسم الماضي.