بذَلت الحكومة مجهودات جبّارة من أجل التخفيف من آثار “زلزال الحوز” لتأهيل ودعم المناطق القروية المتضررة، عبر إعادة الإعمار وإصلاح البنية التحتية بالقطاع الفلاحي، حيث تم بشكل استِعجالي ترميم وإعادة بناء عدة سواقي وتعاونيات ومرافق فلاحية متضررة، مما ساهم في استعادة دورها الحيوي بالمجال القروي.
في هذا الإطار، قال عبد الله أيت أوكادير من دوار “ماريغا” العليا، إن ساقية “ماريغا” التي شُيِّدت قبل أزيد من 3 قرون، عرفت استِصلاح أزيد من 800 متر منها عقب الأضرار التي أصابتها عقب الزلزال، ما ساهم في وقف هدر المياه واستفادة الفلاحين منها، خاصة وأنها تعمل على ريِّ 340 هكتارا من أشجار الزيتون، و1000 هكتار من الأراضي غير المغروسة، حيث تشكل حقول أشجار الزيتون المصدر الرئيسي للدخل بالمنطقة وتعول 300 أسرة.
وأوضح أيت أوكادير متحدثا لموقع “الحكومة المغربية”، أن الساقية تضررت بشكل كبير بسبب الزلزال، خاصة في الجزء الذي يمر وسط الدوار، وتم إصلاح حوالي 800 متر منها، ما مكن من تفادي هَدر المياه، وبات الاستفادة من الماء يتم بشكل كامل.
من جهة أخرى، أكدت حبيبة أحنشة رئيسة تعاونية “تاونزة للتنمية الفلاحية” في شيشاوة، استِفادة التعاونية الخاصة بتصبير وتعليب الزيتون ومشتقاته من البرنامج الاستعجالي للتخفيف من آثار “زلزال الحوز”.
وأبرزت أحنشة أن إصلاح تصدعات جدران بناية التعاونية مكن من استئناف العمل بها بنَفَس جديد عقب توقفه، والظهور بحُلة جديدة وخلق فرص عمل مدرة للدخل.
من جانبه، أكد الحسين أزيام، رئيس التعاونية الفلاحية “أسويق” بإمليل، استفادة تعاونيته من دفعتين من الدعم، ما مكَّن من إصلاح الأضرار التي لحقتها عقب “زلزال الحوز”، وتعويض تلف المادة الأولية وأعطال الأجهزة الكهربائية المستخدمة. مشيرا إلى أن الأولوية كانت للإصلاحات على مستوى بناية التعاونية قبل تركيب الأجهزة وعودة العمل تدريجيا بها.
أما علي أيت محمد، وهو ممثل مجموعة ذات نفع اقتصادي، والتي تسير رواق المنتوجات المجالية بإقليم الحوز بمركز جماعة آسني، فأكد تأثره سلبا بسبب الزلزال، لافتا إلى أن المجهودات المبذولة مكّنت من إعادة بناء وإصلاح الرواق بشكل مميز ما سيجعل التعاونيات تعود قريبا لعرض منتوجاتها وتسويقها.
إلى ذلك، أفاد طارق التويمي، المدير الإقليمي للفلاحة بشيشاوة، باتخاذ وتنفيذ مجموعة من الإجراءات لفائدة المتضررين من “زلزال الحوز”، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، همّت استِصلاح 10.6 كيلومترات من المسالك الطرقية وتوسيعها، بميزانية بلغت 7.8 مليون درهم، ودعم سلاسل الإنتاج الحيواني عبر توزيع 90 ألف قنطار من الشعير بالمجان كعلف للماشية لفائدة 2600 كساب، وتعويض أزيد من 430 كسابا فقدوا ماشيتهم بأكثر من 4300 رأسا.
وأضاف المدير الإقليمي للفلاحة بشيشاوة، أن المجهودات همت إصلاح وتهيئة 27 كيلومترا من السواقي لتمكين الفلاحين من سقي مزروعاتهم وأغراسهم بميزانية بلغت 20 مليون درهم، ثم إصلاح وحدات تثمين الوحدات المحلية المتضررة لفائدة أكثر من 300 منتج زيتون.