بعد شهر من “زلزال الحوز” الذي ضرب المنطقة، انطلقت، الاثنين 9 تشرين الأول/أكتوبر بمراكش، أشغال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بمشاركة نخبة من الاقتصاديين والخبراء الماليين من مختلف دول العالم، وذلك لمناقشة الرهانات الكبرى المرتبطة، على الخصوص، بسياسات التمويل والنمو الاقتصادي والتغير المناخي.
وتتمثل مهمة البنك الدولي في دعم التنمية الاقتصادية وتقليل الفقر في العالم عبر تقديم التمويل والخبرة التقنية للبلدان النامية، فيما يهدف صندوق النقد الدولي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي، ومساعدة البلدان على التغلب على الأزمات المالية والاقتصادية من خلال التمويل والاستشارات الاقتصادية.
وعلى الرغم من فاجعة الزلزال التي ضربت المغرب، إلا أن خبراء البنك وصندوق النقد الدوليين بالتعاون مع السلطات المغربية أكدوا إمكانية تنظيمه في موعده.
ويمثل هذا الاحتضان ثمرة لمجهودات المغرب في تنظيم عدد كبير من اللقاءات والتظاهرات الدولية، من أبرزها مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2016، ومؤتمر الأمم المتحدة الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي بشأن الهجرة 2018، بافضافة إلى كونه اعتراف بتميز المملكة سواء على المستوى الديمقراطي والاقتصادي وكذلك الاجتماعي.
وتشكل هذه الاجتماعات، فرصة للعالم والقارة الإفريقية لإبراز الإمكانات الاقتصادية والتنظيمية للمغرب وإفريقيا وكذلك مناقشة الرهانات العالمية المشتركة.
ومن أجل استقبال هذه التظاهرة العالمية الضخمة في أفضل الظروف، استعد المغرب من خلال تعبئة شاملة لمطاراته وفنادقه ووسائل النقل على الصعيدين الوطني والمحلي.
واستقبلت مراكش ضيوفها، عبر تهيئة فضاء بمساحة 23 هكتارا من أصل مساحة إجمالية قدرها 54 هكتارا، يضم قاعة للجلسات العامة تصل قدرتها الاستيعابية إلى 4000 شخص، وقاعات للمؤتمرات والندوات، وفضاءات مخصصة للإعلام ورواق المغرب حيث يمكن للزوار اكتشاف الثقافة والمطبخ المحليين.
وبحسب المنظمين، فإن هذا الحدث العالمي الضخم سيجمع أزيد من 14 ألف مشارك من كل بقاع العالم، من بينهم 4500 ممثل لإجمالي 189 وفدا رسميا يقودهم وزراء المالية ومحافظو الأبناك المركزية.