شـهدت الفترة التي تغطيها الحصيلة الحكومية لنصف الولاية، حدثا مهما بالنسـبة لبلادنا، تمثـل فـي انتخـاب المغـرب لأول مـرة رئيسـا لمجلـس حقوق الإنسان التابع للأمم لمتحدة، وذلــك برســم ســنة 2024، بعــد أن تــم انتخابــه عضــوا بالمجلـس لولاية ثالثـة تمتـد إلـى غايـة سـنة 2025. كما تميزت نفـس الفترة بتقوية الحضـور المغربي بمختلف الهيئـات الأممية لحقـوق الإنسان، لاسيما مـن خـلال ضمــان تمثيليــة وازنــة للخبــراء المغاربــة فــي هيئــات المعاهــدات، حيــث يتواجــد حاليــا خبــراء مغاربــة بتســع هيئـات مـن أصـل عشـرة.
وقد انتخــب المغــرب يــوم 10 ينايــر 2024 لرئاســة مجلــس حقــوق الإنسان، الهيئــة المرموقــة التابعــة للأمم المتحـدة، بأغلبيـة 30 صوتـا مـن مجمـوع أعضـاء المجلــس السـبعة والأربعون.
إن انتخــاب المغــرب بالأغلبية الســاحقة يشــكل حدثــا حقوقيــا كبيــرا، ومحطــة بــارزة فــي مســار بلادنا فــي مجـال حقـوق الإنسان، التي شـهدت تحت قيـادة جلالة الملـك حفظه الله، إصلاحات عميقة ومكتسـبات هامة ســاهمت فــي تعزيــز الديمقراطيــة والمســاواة بيــن الرجال والنساء وترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية، وضمــان فعليــة حقــوق الإنسان. كمــا يشــكل دفعــة قوية تعزز الخيار الوطني الثابت الـمرصد للمكتسـبات والـمدشن لمرحلــة جديــدة فــي ترســيخ فعليــة حقــوق الإنسان.
ويعتبر هذا الانتخاب، تكريسا للمكانة المستحقة لبلادنا فــي المجتمــع الدولــي، واعترافـا بالدور الذي تضطلــع به كعضــو مؤســس لمجلــس حقــوق الإنسان، علــى مســتوى تعزيــز الحــوار والتعــاون الدولـي للنهـوض بحقـوق الإنسان؛ ويأتـي تتويجـا للعمل البناء للمملكـة المغربيـة مـن أجـل تعزيز أدوار مجلــس حقــوق الإنسان، خصوصــا آليتــه الرئيســية، الاستعراض الــدوري الشــامل.
وســتحرص المملكــة المغربيــة خــلال رئاســتها للمجلــس علــى تقويــة إشــعاع مجلــس حقــوق الإنسان في المنظومة الحقوقية للأمم المتحدة، وعلـى تعزيـز الحـوار والتوافـق والتضامـن الدولـي فــي مجــال النهــوض بحقــوق الإنسان، وحمايــة الحريــات الأساسية، ومكافحــة التمييــز.