أكد محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على أهمية استراتيجية “الجيل الأخضر 2020 ـ 2030″، وهي الرؤية التي مكنت وستمكن من تطوير القطاع الفلاحي وتعزيز الأمن الغذائي، والتعرف على حاجيات كل جهة وكل إقليم وتخصيص الميزانية اللازمة لذلك على امتداد 10 سنوات في إطار حكامة جيدة للقطاع.
وأبرز وزير الفلاحة، متحدثا خلال لقاء “مقهى المواطنة” المنظم من طرف حركة “المواطنون”، في دوار تيزي نوشك بإقليم الحوز، أن القطاع الفلاحي يشغل ما بين 38 بالمائة إلى 40 بالمائة من الشغيلة على الصعيد الوطني، موضحا أن عددا من الأقاليم في بلادنا، تعتمد على الفلاحة والإنتاج الفلاحي، وهو ما تأخذه الاستراتيجية بعين الاعتبار وتُنزِّل المشاريع بناء على خصوصية كل إقليم وجهة.
وذكَّر الصديقي بالمشاريع الكبرى التي تشتغل عليها الحكومة في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”، وعلى رأسها مشروع الماء والسقي الذي يستحوذ على 60 بالمائة من الاستثمارات، لافتا إلى أن الوزارة تعمل على تجهيز مساحة تبلغ 350.000 هكتار بأنظمة الري المقتصدة للماء، لبلوغ 1.000.000 هكتار في أفق 2030. فيما تم، إلى حد الآن، تجهيز أكثر من 800 ألف هكتار بتقنيات السقي الموضعي، ما يناهز 80 بالمائة.
وسجل الوزير أن مشاريع الاستراتيجية تروم إعادة تأهيل وتجديد البنية التحتية للدوائر السقوية الصغرى والمتوسطة على مساحة 200 ألف هكتار في أفق 2030، مع إعطاء الأولوية بالخصوص للمناطق الهشة. حيث بلغت المساحة المنجزة من خلال هـذا البرنامــج حوالي 60 ألف هكتار ما يمثل 30 بالمائة.
وخُصِّص لمنطقة الحوز، برنامج بميزانية 3 ملايير درهم على امتداد 10 سنوات، يقول وزير الفلاحة، من أجل تعزيز سلاسل الإنتاح الفلاحي وتثمين المنتوجات الفلاحية، إضافة إلى برنامج فك العزلة الذي موَّل تعبيد الطرق وإنشاء مدارس جماعاتية وغيرها من المشاريع التي تم الانتهاء من بعضها ولا تزال أشغال البعض الآخر مستمرا.
وأبرز محمد الصديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن مخطط المغرب الأخضر، حقق نتائج لافتة من حيث نمو واستدامة القطاع الفلاحي، عبر الحفاظ على المياه والتربة واستخدام التقنيات والتكنولوجيات وتطويرها لزيادة الإنتاج. مبرزا أن هذه الرؤية تسعى إلى مضاعفة الناتج الداخلي الخام الفلاحي والصادرات.
وأكد الصديقي أن استراتيجية “الجيل الأخضر”، تسعى إلى خلق جيل جديد من الشباب المقاول، إضافة إلى تشغيل 350 ألف شاب وتكوين 150 ألف آخرين في مجال الخدمات الفلاحية وشبه-الفلاحية، مع جعل المجال القروي والنشاط الفلاحي مجالا جذابا لهؤلاء الشباب للاستقرار والعمل وبظروف عيش لائقة.
وأبرز الصديقي أن تدخل الوزارة عقب “زلزال الحوز”، كان من خلال إعادة بناء أسس النظام الفلاحي وتعزيز التنمية، وتهيئة المسالك الفلاحية القروية، وحماية الأراضي الزراعية من الانجراف، والمحافظة على المياه والتربة، واستصلاح السواقي وخلق نقط الماء وإصلاح وتهيئة وحدات تثمين المنتوجات الفلاحية والتعاونيات المتضررة، إلى جانب إعادة بناء الرأسمال الفلاحي وإنعاش سلاسل الإنتاج الحيوانية وتوزيع الشعير وتعويض الأغنام والماعز لمزارعي المناطق المتضررة.