عقب سَنتين ونصف على التكليف السامي لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للحكومة من أجل النهوض بمسؤولية السلطة التنفيذية، أصدرت الحكومة كتابا يلخص حصيلة الحكومة خلال 30 شهرا من اشتغالها.
وتروم هذه المبادرة إرساء عُرفٍ حكومي يترجم روح المبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة، وتعزيز قيم الشفافية والمشاركة والتواصل مع الرأي العام، والتفاعل مع مختلف قضاياه وانشغالاته.
ويأتي كتاب الحصيلة الحكومية لنصف الولاية، الذي يحمل عنوان “30 شهرا من الإنجازات”، ووَسْم “نكملو_جميع” في 220 صفحة، وتسلط قائمة محتوياته الضوء على “السياق السياسي والاقتصادي الوطني والدولي لعمل الحكومة”. إلى جانب “مركزية الأسرة المغربية: خيار ثابت في صلب المشروع المجتمعي”، و”خارطة طريق متجددة تساير الأولويات وتواجه التحديات”.
كما يستعرض الكتاب منجزات 6 محاور كبرى تهم “تكريس الإصلاحات السياسية وإغناء المسلسل الديمقراطي”، و”حماية الأسرة المغربية ومواكبتها في مواجهة الأزمات، التزام حكومي راسخ”، و”الدولة الاجتماعية، استثمار متواصل للإدماج الأسري ورافعة أساسية لنموذج مجتمعي وتنموي واعد”، ويتعلق المحور الرابع بـ “الاقتصاد الوطني، إصلاحات هيكلية لخدمة انتظارات الأسرة”، إضافة إلى “السيادة الوطنية في القطاعات الحيوية الواعدة” ويتحدث المحور السادس عن “حكامة الإدارة، إرساء خدمات عمومية مواطنة”. كما يقدم الكتاب رؤية الحكومة الطموحة للمنتصف الثاني من الولاية الحكومية (2021 ـ 2026).
وإلى جانب الكتاب، أصدرت الحكومة كُتيِّبا يتضمن ملخص الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة لنصف الولاية بـ 4 لغات وهي اللغة العربية، واللغة ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ، واللغة الفرنسية، واللغة الانجليزية.
في هذا الصدد، قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إن تقديم الحكومة للحصيلة المرحلية لعملها، يأتي تطبيقا لمقتضيات الفصل 101 من الدستور، إيمانا منها “بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث تحرص الحكومة على انتهاج أسلوب جديد ومبتكر، قائم على الشفافية وإشراك الرأي العام الوطني في تقييم حصيلة العمل الحكومي، وقياس مدى احترامها للبرنامج الحكومي”.
وأكد رئيس الحكومة خلال كلمة تقديمية ضمن الكتاب، أّن الحصيلة المرحلية للحكومة “مشرفة بكل المقاييس، رغم تزامنها مع جملة من الأزمات والتحديات غير المسبوقة وطنيا ودوليا، واجهتها بلادنا بكل جرأة وصرامة، وهو ما يؤكد جدية الحكومة وشعور أعضائها بحجم وثقل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم”.
وأبرز رئيس الحكومة أن هذه الأخيرة حرصت طيلة النصف الأول من الولاية الحكومية، تجسيداً للتوجيهات السامية لجلالة الملك، على أداء مهامها بشكل يرقى لمستوى تطلعات جلالته وانتظارات المواطنات والمواطنين، واضعة نصب أعينها خدمة المصلحة العامة، ومتحلية بالانسجام والعمل وفق منطق التعاون والتنسيق والالتقائية بين جميع القطاعات.
وشدد عزيز أخنوش على أن الحكومة ستواصل، خلال ما تبقى من انتدابها الدستوري، نهجها الإصلاحي بالشجاعة والجدية والروح الوطنية المطلوبة، وستعمل تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، نصره الله، على استكمال مسار تنزيل الأوراش الكبرى، والالتزام بتعهداتها الواردة في البرنامج الحكومي خدمة للصالح العام.