شكّلت اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة رفقة فاعلين في القطاع الفلاحة، فرصة لتسليط الضوء على مجموعة من القضايا التي يعرفها القطاع الفلاحي بالمملكة، زيادة على تدارس أوضاع الفلاحين والمشاكل المطروحة في قطاع الإنتاج الفلاحي ومحاولة إيجاد حلول لها.
ودشن رئيس الحكومة اجتماعاته، بالتباحث مع أعضاء مكتب الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروي (COMADER)، والذي تم خلاله التأكيد على التزام الحكومة بدعم ومصاحبة المهنيين، وجعلهم في قلب النقاش حول تطوير الفلاحة الوطنية وتنمية العالم القروي. كما تم التداول بشأن التحديات التي تواجهها الفلاحة المغربية، لا سيما السيادة الغذائية، والإجهاد المائي، وارتفاع الأسعار، وتموين السوق الوطنية، واستدامة الفلاحة المغربية، إضافة إلى تحسين ظروف عيش الفلاحين.
بعد ذلك، اجتمع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مع أعضاء الفيدرالية البيمهنية المغربية لإنتاج وتصدير الخضر والفواكه (FIFEL)، حيث جرت مناقشة ظروف إنتاج الفواكه والخضر بالمملكة، وتسليط الضوء على آفاق تنمية القطاع وتحسين الجانبين الاجتماعي والاقتصادي للفلاحين، وبحث التدابير التي بوسعها تذليل مختلف الصعوبات التي تواجه المهنيين في إنتاج وتسويق الخضر والفواكه.
واختتم رئيس الحكومة سلسلة اجتماعاته، بالتباحث مع عدد من رؤساء غرف الفلاحة، إذ تم تجديد التأكيد على أن الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية، يشكل إحدى الدعامات الأساسية للاستراتيجية الفلاحية “الجيل الأخضر”، التي تولي عناية كبرى للعنصر البشري في أفق تقوية طبقة فلاحية وسطى، والمساهمة أيضا في تحسين ظروف عيش واستقرار ساكنة العالم القروي.
على هامش هذه الاجتماعات، أبرز محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، متحدثا لموقع “الحكومة”، أن اللقاء مع الممثلين عن الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية عرف مناقشة مجموعة من المواضيع التي تهم القطاع الفلاحي، أبرزها هيكلة سلاسل الإنتاج وإعادة التوازن لها، التي شهدت بعض الاختلالات في خضم أزمة الجفاف والحرب الروسية-الأوكرانية، حيث أن تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر رهينة بالسياق الدولي والتغييرات المناخية.
من جهته، أشار رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، خلال اللقاء المنظم تحت إشراف رئيس الحكومة، مع أعضاء الفيدرالية البيمهنية للحليب والحوامض، ورؤساء الغرف الفلاحية، ومجموعة من الفاعلين في القطاع الفلاحي، إلى أن اللقاء تدارس عدة مواضيع خاصة بأوضاع الفلاحين، في ظل الظرفية الحالية التي تعرفها أسعار المنتجات الفلاحية، مع التطرق للإكراهات التي تعترضهم والتي تؤثر سلبا في مردودية القطاع.
وشدد بنعلي ضمن حديثه لموقع “الحكومة”، على عزم الحكومة تولي مسؤولية تدبير هذه الإكراهات، والعمل على إيجاد حلول ناجعة لضمان عملية تموين الأسواق والحفاظ على وضعية الأسعار وترويج المنتجات الفلاحية بشكل جيد.
وأكد مولاي محمد الولتيتي، رئيس الفيدرالية البيمهنية للحليب والحوامض، على هامش الاجتماع، على أن هذا اللقاء شكل فرصة لمناقشة المشاكل المطروحة في قطاع الإنتاج الفلاحي، وإيجاد حلول فعالة وسبل للاشتغال المشترك بين مختلف الفاعلين في المجال الفلاحي، من أجل تجاوز صعوبات الوضعية الحالية، والتخفيف من حدتها على المواطنين.
خالد السعيدي، رئيس الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر، أشار لموقع “الحكومة” أن القطاع الفلاحي يلعب دورا مهما في خلق فرص العمل وضمان الأمن الغذائي لبلادنا، موضحا في نفس الوقت أن هذا القطاع أصبح يعاني من التغيرات المناخية مما ينعكس على الإنتاج الوطني.
فيما اعتبر يوسف الجبهة، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، أن هذا اللقاء فرصة للتطرق لإشكالية الإجهاد المائي وعقلنة تدبير الموارد المائية فضلا عن إيجاد حلول مبتكرة وتسريع مشاريع تحلية المياه لتجاوز أزمة المياه خاصة في ظل سنوات الجفاف المتتالية.