بعد شهرين من المشاورات الوطنية الهادفة إلى تنزيل خارطة الطريق لتجويد المدرسة المغربية وتحديد الإجراءات العملية والملموسة لتنفيذها، انطلق الموسم الدراسي 2022 – 2023، تحت شعار “من أجل مدرسة ذات جودة للجميع”.
وفي إطار الإصلاحات الرامية إلى تجويد المدرسة العمومية، تميَّز الموسم المدرسي بمستجدات تتجلّى في تعزيز جودة نموذج التعليم الأولي، وإرساء ثلاثة أنشطة اعتيادية بجميع مؤسسات التعليم الابتدائي وهي القراءة باللغتين العربية والفرنسية، وأنشطة الرياضيات والأنشطة الحركية، وإطلاق برنامج وطني مبتكر للدعم التربوي لمعالجة صعوبات التعلم الرئيسية في المستوى الابتدائي من خلال أنشطة ترفيهية.
وأشاد رئيس الحكومة عزيز أخنوش بنجاح الدخول المدرسي في مختلف أقاليم المملكة بفضل جهود الأسرة التعليمية بمختلف مكوناتها، من أطر تربوية وإدارية وتقنية. كما نوَّه بأمهات وآباء وأولياء التلاميذ وبانخراطهم الفعال في إنجاح الدخول المدرسي. مذكرا الحكومة أن الدخول المدرسي 2022-2023 يكتسي أهميةً خاصة، حيث سَيَعْرِفُ الانطلاقة الفعلية لِخَارِطَة الطريق من أجل تجويد المدرسة العمومية في أفق سنة 2026، تَمَاشِياً مع مخرجات الُمشَاوَرَات الوطنية التي تم إطلاقها منذ شهر ماي الماضي على الصعيد الوطني.
ولفتَ عزيز أخنوش إلى حرص الحكومة على ضمان استقرار أثمنة الكتب المدرسية، رغم ارتفاع تكاليف أسعار الورق والطباعة، بفضل دعمها المالي للناشرين بميزانية بلغت 105 ملايين درهم.
من جانبه، قال شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن الموسم الدراسي الجاري يرتكز على ثلاث دعامات أساسية، تستهدف تحقيق التعليم الإلزامي عن طريق الحد من الهَدْر المدرسي، وتحسين مستوى تعلُّمات التلاميذ حتى يتمكنوا من اكتساب المهارات الأساسية، عند نهاية المستوى الابتدائي، وتنمية التفتح لدى التلاميذ من خلال تعزيز روح المواطنة لديهم، وتنمية فضولهم المعرفي وثقافتهم العامة ومهاراتهم الإبداعية والتواصلية.
واستعرَض الوزير خلال ندوة صحافية حول معطيات ومستجدات الدخول المدرسي 2022 ــ 2023، مجموعة من الأرقام التي تتعلق بالدخول المدرسي الحالي، حيث ارتفع عدد التلاميذ الملتحقين بالأسلاك التعليمية الثلاثة في التعليم العمومي بـ 2,4 في المائة، مقابل تراجع التلاميذ الذين التحقوا بالتعليم الخصوصي بـ 6,8 في المائة، أما عدد التلاميذ الذين التحقوا هذه السنة بالسنة الأولى ابتدائي فقد وصل إلى 771.000 تلميذ، بارتفاع بلغ 5 بالمائة.
والتحق أزيد من 525.000 طفل وطفلة بوحدات التعليم الأولي في إطار التدبير المنتدب عبر اتفاقيات الشراكة بين وزارة التربية الوطنية مع بعض الجمعيات، 63 بالمائة من هؤلاء الأطفال ينتمون إلى العالم القروي، و49.6 في المائة منهم إناث.
كما سجّل الوزير ارتفاع عدد المؤسسات التعليمية العمومية في المغرب لأكثر من 11 ألف مؤسسة منها 8300 مدرسة ابتدائية، فيما وصل عدد أطر التدريس إلى 290 ألف إطار، منهم 15 ألف أستاذ وأستاذة جدد. وبخصوص الكلفة الإجمالية لبرنامج المطاعم والداخليات والنقل المدرسي، فقد ارتفعت إلى مليار و700 مليون درهم، مع استفادة أكثر من مليون و 542.000 تلميذة وتلميذ من المطاعم، و 481.000 تلميذة وتلميذ من خدمات النقل المدرسي.