أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن التوجهات الاستراتيجية التي ينهجها المغرب، منحته سبقا مهما مقارنة بدول المنطقة، ومكنته من ولوج أسواق وقطاعات جديدة، داخل جغرافية متغيرة للنمو العالمي. مبرزا أن تمكن المغرب من نيل شرف تنظيم كأس الأمم الأفريقية لسنة 2025 وكأس العالم لكرة القدم لسنة 2030، لخير دليل، على أن بلادنا باتت وُجهة جذابة للأحداث الدولية الكبرى.
وأبرز أخنوش خلال تقديمه عرضا بالبرلمان خلال جلسة شهرية حول موضوع “البنيات التحتية الأساسية رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، الاثنين 16 دجنبر 2024، أن الحكومة تعمل على تنزيل التوجيهات الملكية السامية للقيام بكل التدابير اللازمة حتى نكون في مستوى دفتر التحملات الذي وضعته الـ (فيفا)، وهو ما يتطلب رؤية مندمجة وتعبئة شاملة في هذا المجال. حيث يشكل الاستعداد لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 محفزا حقيقيا وفرصة فريدة لتعزيز النمو الاقتصادي في بلادنا من خلال جذب المستثمرين المحليين والأجانب وتسريع الاستثمارات المقررة في عدة قطاعات، بما في ذلك كرة القدم والبنية التحتية الرياضية، والنقل، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأمن والصحة.
وسجل أن عمليات إعادة تأهيل البنيات التحتية التي ستستضيف هذه الاستحقاقات، تجري حاليا في إطار برنامج لإعادة تأهيل وبناء الملاعب الكبرى الذي أطلقته الحكومة بكلفة 20 مليار درهم، بكل من: الرباط، طنجة، مراكش، فاس، أكادير والدارالبيضاء، وتحديث 45 ملعبا وموقعا للتداريب. إلى جانب تشييد الملعب الكبير الحسن الثاني ببنسليمان، بطاقة استيعابية تصل إلى 115.000 مقعد. ويقع هذا المشروع في قلب خطة جديدة للتنمية الحضرية والتخطيط المجالي، حيث سيصبح محوراً رئيسياً لاستضافة الفعاليات الرياضية والثقافية والتجارية على الصعيدين الوطني والدولي.
التنمية الحضرية والمندمجة للمدن
وفي خضم هذه الدينامية، يؤكد رئيس الحكومة أعطى صاحب الجلالة نصره الله انطلاقة برامج التنمية الحضرية والمندمجة، التي همت مدن طنجة والرباط ومراكش وسلا وتطوان والدار البيضاء باستثمار إجمالي يفوق 60 مليار درھم.
وتتمحور المشاريع التي تدخل في إطار هذه البرامج، حول تثمين التراث الثقافي والحضاري للمدن، والمحافظة على المساحات الخضراء والمحيط البيئي، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب ودعم الحكامة الجيدة، وحماية وتأهيل النسيج العمراني، وتعزيز وتحديث تجهيزات النقل، وتطوير الحركة الاقتصادية وتعزيز وتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية وغيرها.
كما أفاد أخنوش أن الحكومة أطلقت برنامجا خاصا لإعادة تهيئة 6 مدن مستقبلة للاستحقاقات الرياضية المقبلة (الرباط، طنجة، فاس، مراكش، أكادير والدار البيضاء)، همت على الخصوص التهيئة الحضرية، والبنيات التحتية الطرقية، والنقل الحضري، والتجهيزات العمومية، والبنيات التحتية السياحية، والتجهيزات الرياضية والصحية والثقافية والاجتماعية والأمنية.
وأبرز أن مناقشة موضوع البنيات التحتية الأساسية، ليست مجرد لحظة دستورية عابرة، بقدر ما تمثل استحضارا واعتزازا برؤية متبصرة لملك جعل من المنجزات الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، عنوانا بارزا لانتقال المغرب إلى مصاف الدول الرائدة على الصعيد الدول، وهي رؤية تشكل البوصلة الحقيقية للعمل الحكومي لمواصلة البناء والتشييد، وجعل هذه العشرية منعطفا حاسما في مسار بلوغ “مغرب المستقبل” كما يريده جلالة الملك، حفظه الله، لرعاياه الأوفياء، مؤكدا أن الرهان الكبير اليوم، يبقى هو الانخراط الجماعي وراء هذه الإرادة الملكية السامية، استكمالا للمسار التنموي ببلادنا.